responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 46


عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) [1] .
لقد عبدوا الملائكة ، وساروا بلجام الاحتناك وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم . إنه فقه الصم البكم العمي ، لأن عبادتهم للملائكة لو كانت بمشيئة الله وبرضاه ، ما جاءهم رسول من الله يدعوهم إلى عبادة الله وحده وأن يوحدوه ولا يعبدوا الشركاء . ثم إنهم لا حجة لهم على عبادة الملائكة ، لا من طريق العقل ولا من طريق النقل فلم يأذن الله فيها . ولا دليل لهم على حقية عبادتهم سوى أنهم متشبثون بتقليد آبائهم وفي درب آخر من دروبهم فعلوا الفواحش وقالوا وجدنا عليها الآباء والله أمرنا بها . وذلك افتراء على الله وقول بغير علم لعدم انتهائه إلى وحي .
إن الله تعالى أعدل من أن يجبر عبدا على فعل ثم يعذبه عليه ، والله جل شأنه لو كان مجبرا لعبده على فعل ما برأ من أفعال المشركين قال سبحانه : ( أن الله برئ من المشركين ) [2] . فهو سبحانه لم يتبرأ من خلق أبدانهم وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم . قال تعالى : ( فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون ) [3] ، وقال : ( قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون ) [4] .
إن طابور الشرك والكفر والاحتناك لا علم عنده ، لأن المعارف الحقة والعلوم المفيدة لا تكون في متناول البشر إلا عندما يصلح أخلاقه . والطريق الوحيد لإصلاح الأخلاق والحصول على الملكات الفاضلة هو التوحيد الحق في العبادة الحق .
وإذا كان للمشركين والكفار في مكة عمود في دائرة النجس . فإن للمشركين والكفار من أهل الكتاب عمود عتيق في هذه الدائرة . لأنهم حملوا



[1] سورة الأعراف : الآية 28 .
[2] سورة التوبة : الآية 3 .
[3] سورة الشعراء : الآية 216 .
[4] سورة هود : الآية 54 .

46

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست