نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 458
في ذاكرتهم أي منقبة لأهل البيت وربما كان في ذاكرتهم تشويش على أهل البيت ويظهر هذا في قولهم إن عمارا لا يفارق عليا . وحذيفة قد فطن لهذا الأمر برده الجامع الشامل . ولم يكن هؤلاء فقط الذين ذهبوا إلى حذيفة ولكن هناك آخرين ذهبوا إلى حذيفة فقال لهم : انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فإنها على الهدى [1] . ومما يذكر أن حذيفة كان بالكوفة عند مبايعة الناس لعلي ، وعندما علم بمبايعة الناس قال : أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة . فوضع على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال : أيها الناس . إن الناس قد بايعوا عليا فعليكم بتقوى الله وانصروا عليا ووازروه فوالله إنه لعلى الحق آخرا وأولا وإنه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي إلى يوم القيامة - ثم أطبق يمينه على يساره ثم قال : اللهم اشهد أني قد بايعت عليا . الحمد الله الذي أبقاني إلى هذا اليوم . ثم قال لابنيه صفوان وسعيد احملاني وكونا معه فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس . فاجتهدوا أن تستشهدا معه فإنه والله على الحق ومن خالفه على باطل . ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام [2] وقال صاحب فتح الباري : بايع حذيفة لعلي وكان حريصا على المبايعة له والقيام في نصره [3] وقال ابن الأثير : قتل ابناه صفوان وسعيد مع علي بصفين بوصية أبيهما [4] . ولم يكتف حذيقة رضي الله عنه بندائه وهو مريض . وإنما أطلقه أيضا عند الموت ، فعن بلال بن يحيى قال : لما حضر حذيفة الموت قال لنا : أوصيكم بتقوى الله والطاعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب [5] ، وأغمض حذيفة عينيه في هدوء وصعدت روحه إلى بارئها . ولقد ترك لنا رواياته في الفتن وغيرها والتي بدونها ما كان الباحث أن يصل إلى الحقيقة بسهولة ويسر . فجزاه الله عنا خير الجزاء . وبعد رحيل حذيفة لم يقف النداء . فكما سمعه أهل العراق سمعه
[1] رواه البزار ورجاله ثقات ( الزوائد 236 / 7 ) ، وفتح الباري 55 / 13 . [2] مروج الذهب / المسعودي 394 / 2 . [3] فتح الباري / ابن حجر 40 / 13 . [4] الكامل 147 / 3 ، مروج الذهب 425 / 2 . [5] رواه الحاكم ( المستدرك 380 / 3 ) .
458
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 458