responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 452


كل حركاته بعد وفاة الرسول ، وها نحن قد رأينا أحداث أبي ذر وغيره من الذين وضع عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هالات من التبشير والتحذير . لقد حاصرت حجج الله جيل الصحابة لأنهم مقدمة على أرضية دين الله . والشيطان إذا دق وتدا له في هذا الجيل ضمن ثغرة له في الجدار يدخل منها بالزينة والإغواء فيضل بذلك كثيرا من الناس . وإذا كانت الحجة قد قامت يوم غدير خم . وأن التحذير قد تم على لسان بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد وفاته . فإن إقامة الحجة بعد النبي بلغت الذروة في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهذه الحجة لا تنفصل عن حجة غدير خم بأي حال من الأحوال . ولكنها جاءت لتخاطب زماما قد تغير ومكانا أوشك على أن يتبعثر . وعندما جاء علي بن أبي طالب لم يأت ليخاطب المتقين بل جاء ليفتح أبواب التوبة أمام المنافقين الذين كثروا في الساحة كما شهد حديث حذيفة وغيره . جاء ليوقف تدفق الفتنة وليفتح صفحات التاريخ لتدون الأحداث التي يقف عندها أصحاب العقول والأفهام لينجو العالم بعلمه .
ولقد علمنا أن التعامل مع النفاق يخضع لفقه خاص لا يلم به كثير من الناس . والفقيه في هذا المجال لا يقوم بتعيينه سلطان أو أمير لأن هؤلاء لا يعلمون خفايا الأمور وإنما الفقيه هنا لا بد أن يحدده نص . وليس معنى هذا أن الفقيه بهذا التحديد يكون قد علم ما تخفيه الصدور ، فالقول بهذا قول سقيم لتفكير غير مستقيم . وإنما الفقيه هنا هو الذي يضع سياسته على قوائم الإسلام .
أي يقيم سياسته على القرآن ونصوص الدين بشكل شامل ويتعامل مع المستجدات بالبحث عن الجوهر فيها ثم يطابقه على الجوهر الأزلي في الإسلام .
ولا يقوم بذلك إلا فقيه راسخ في العلم . ولما كان المنافق في الأساس كارها للإسلام ونظامه . فإنه يشع بعمله تحت عين الفقيه الراسخ في العلم والذي عليه نص بأن لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق . لهذا كان التعامل مع النفاق يحتاج إلى فقه خاص . وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي يتعامل مع المنافقين وفقا لحركة الدعوة وكان يجاهدهم وفقا لمطالبها . وكان يفتح لهم أبواب التوبة وفقا لشروط خاصة . وبعد وفاته صلى الله عليه وآله

452

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست