نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 450
دمه النصيب الأكبر من غنائم إفريقيا بأمر من عثمان الذي كان يستفتي كعب الأحبار فيما يجوز للخليفة أن يأخذه من بيت المال . وروي أن كعبا عندما أفتاه قال أبو ذر لكعب : يا بن اليهوديين أتعلمنا ديننا . وعندئذ قال له عثمان : يا أبا ذر قد كثر أذاك لي وتولعك بأصحابي [1] . ومن نتائج هذا كله بهتت مناقب أهل البيت ، وإذا كانت المناقب تشع في أذهان البعض . فإنها أخذت عند البعض الآخر تأويلا آخر فوضعوهم في دائرة ( البركة والمشايخ ) أي الدائرة التي لا علاقة لها بالقيادة . وحتى هذه الدائرة لم تدم لأهل البيت فيوم الشورى الذي جعل عمر الخلافة فيه في ستة نفر ، كانت دائرة الشيوخ لا يوجد فيها بني هاشم وحدهم فلقد دخلها أبناء عبد شمس وغيرهم . ومن المعروف أن أبناء عبد شمس - وبنو أمية هم أشهر فروعهم - لم يكن لهم نصيب في أشرف خصال قريش في الجاهلية وهي : اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة . وبعد الشورى استحوذ بنو أمية على كل مال على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر منهم إذا ركبوا الأمة . ولكن هذا التخدير لم يكن له وجود واسع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وركب بنو أمية رقبة الأمة يوم الشورى وعملوا من أجل أن يكون الملك فيهم تعويضا لإبعادهم في الجاهلية والإسلام . وعلى امتداد حكم عثمان كانت هناك ثقافات أموية يشرف عليها أمراء عثمان ومنهم معاوية الذي قال في الشام وهو يخاطب الذين سيرهم عثمان " قد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها . . . وأن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما " . يستفاد من هذا كله أن هناك فتنة في المقدمة ، وهذه الفتنة حذر القرآن منها والنبي صلى الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا إلا وبين كل شئ . وهذه الفتنة يشهد كل قارئ للتاريخ أن نتائجها كانت بجميع المقاييس كارثة فالأمة الواحدة اختلفت وافترقت وذهب ريحها . والجميع في كل دروب الاختلاف والافتراق يقرأون كتاب الله وكل منهم يدعي أن الحق معه وغيره الباطل . ومرجع ذلك في