نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 429
أنت الأمير بعده ، ولكنها لا تصل إليك حتى تكذب بحديثي هذا ، فوقعت في نفس معاوية . وفي رواية : ما زال معاوية يطمع فيها بعد مقدمة على عثمان حين جمعهم ثم ارتحل فحدا به الراجز : أيها الأمير بعده علي * وفي الزبير خلف رضي [1] ماذا يستفاد من ذلك ؟ لقد قال كعب لعمر من قبل أن أوصافه مذكورة في التوراة ، فهل أخبر معاوية بأن له أوصاف ظاهرة في كتب الأولين ؟ وأن أهم هذه الأوصاف أنه سيلي أمر هذه الأمة ، ولن يلي هذا الأمر حتى يكذب بهذا الخبر ، نظرا لتواضعه وحياؤه وملكات نفسه التي شبعت من غذاء الروح ، فهي لا تجوع أبدا ولا تطلب شبعا من قيادة أو غيرها ! وهل أراد كعب أن يخرج معاوية بأقصى سرعة من دائرة التكذيب بحديثه إلى دائرة الاصرار إلى نيل الخلافة ؟ لقد قال معاوية للوفد الذي سبره عثمان إليه حين طالبوه باعتزال السلطة : والله إن لي في الإسلام قدما ، ولغيري كان أحسن قدما مني ، ولكنه ليس في زماني أحد أقوى على ما أنا فيه مني [2] . أليس في هذا ما أراد كعب ؟ ففي فترة ما كان معاوية أن يعتقد أن هناك من أحسن منه ، وهذا الاعتقاد جعله لا يسرع في الأمر لأنه لو أسرع لكذبته نفسه في بلوغ الهدف ، ثم جاءت مرحلة الاصرار حيث ليس في زمامه أحد أقوى على ما هو فيه منه . ثم يحق للباحث أن يتساءل ، لقد كان كعب الأحبار قريبا من عمر . وروي أن عمر قال لأصحاب الشورى : إن اختلفتم دخل عليكم معاوية بن أبي سفيان من الشام [3] . فهل كان في هذا إغراء لمعاوية بالخلافة يكون مدخلا لما قاله كعب بعد ذلك ؟ ثم لقد روي أن عمر قال : " يا أهل الشام استعدوا لأهل العراق " [4] فهل في هذا إغراء آخر ازداد بريقه في عهد عثمان حيث كانت
[1] الطبري 100 / 5 . [2] الطبري 109 / 5 . [3] الطبقات الكبرى 735 / 5 . [4] ابن سعد في الدلائل ( كنز العمال 354 / 12 ) .
429
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 429