نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 425
أهل صنعاء أمه سوداء ، فأسلم زمان عثمان ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم ، فبدأ بالحجاز ثم الكوفة ثم الشام ، فلم يقدر على ما يريد أحد من أهل الشام ، فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم [1] . ولا ندري إذا كان ابن سبأ معروف لأهل الشام حتى أنهم أخرجوه . فلماذا لم يقتله معاوية وهو الذي قتل حجر بن عدي بعد ذلك تحت دعوى أنه خطر على النظام . أو لماذا لم يسيره إلى عثمان وهو الذي كتب إليه من قبل أن أهل الكوفة يتحدثون بألسنة الشياطين وأنه غير أمن إن قاموا وسط أهل الشام أن يغروهم بسحرهم وفجورهم ؟ ! وإذا فرضنا أنه لم يستطع القبض عليه لهروبه ، فلماذا لم يقبض عليه أي أمير من أمراء الدولة ، وهم أصحاب العيون المفتوحة على كل ما يهدد أمنهم ؟ ولماذا لم يظهر ابن سبأ يوم قتل عثمان ضمن المجموعة التي اغتالته . وإذا كان كارها لعثمان لماذا لم نسمع له اسما في معارك علي بن أبي طالب كلها . ثم لماذا لم يبحث عنه معاوية يوم أن جلس على رقبة الأمة ، وهو الذي كان يبحث عن المعارضين تحت كل حجر ، وأتى بعمرو بن الحمق وقطع رأسه وأهداها إلى زوجة عمرو ، فكان أول رأس أهدي في الإسلام ؟ ونحن إذا نظرنا في العمود الفقري للدعوة التي قام بها عبد الله بن سبأ نرى العجب ، جاء في تاريخ الطبري : قال ابن سبأ لهم : إنه كان ألف نبي ، ولكل نبي وصي ، وكان علي وصي محمد . وقال : محمد خاتم النبيين ، وعلي خاتم الأوصياء . وقال : من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ووثب على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتناول أمر الأمة . وقال : إن عثمان أخذها بغير حق وهذا وصي رسول الله ، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه وأبدوا الطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " [2] . هذه دعوة الشخصية الخرافية المنبوذة جعلوها على لسانه لتكون دعوة خرافية منبوذة ، أو في عالمهم وعصرهم أوهموا الناس وقفا لسياسة