نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 422
الحبس في أرض العدو . وهذه أمور نهى عنها الشرع [1] . أما سعيد بن العاص فقال : إن لكل قوم قادة متى تهلك يتفرقوا ولا يجتمع لهم أمر . فقال عثمان : إن هذا الرأي ! لولا ما فيه [2] ! أما معاوية فقال : الرأي أن تأمر أمراء أجنادك فيكفيك كل رجل منهم ما قبله وأكفيك أنا أهل الشام [3] . لقد أراد معاوية أن تجري في الأمصار بحور الدماء ، ولم لا وهم في أيديهم المال والسلاح والجند . أما عبد الله ابن أبي السرح فقال : إن الناس أهل طمع فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم [4] . وهذا الرأي يعني التلويح بالرغيف والزخرف لشراء الدين والنفوس . أما عمرو بن العاص فقال : إنك قد ركبت الناس بما يكرهون ، فاعتزم أن تعتدل ، فإن أبيت فاعتزم أن تعتزل ، فإن أبيت فاعتزم عزما وامضي قدما . فقال عثمان : ما لك قمل فروك . أهذا الجد منك . فسكت عمرو . وعندما تفرق القوم قال : يا أمير المؤمنين قد علمت أنه سيبلغ الناس قول كل رجل منا ، فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي فأقود إليك خيرا أو أدفع عنك شرا [5] . إن هذا الاجتماع الذي رواه غير واحد من أصحاب التاريخ . هو المقدمة الأولى التي قامت على عثمان فقرارات غرفة المشورة هذه أشعلت النيران لحسابها الخاص ، وذلك بعد أن تمكن المال من نفوسهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يتخذوا الأمانة مغنما والزكاة مغرما " [6] . فأصحاب المشورة الذين شاورهم عثمان هم المقدمة الأولى لقيادة فاسدة الفطرة ، لأن المال والجاه والترف هو رأس الزاوية لتحركاتهم . وروي أن عثمان بعد هذا الاجتماع قرر أن يضيق الأمراء على من قبلهم ، وأن يجمروا الناس في البعوث ، وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ويحتاجوا
[1] لسان العرب مادة حجر . [2] الطبري 94 ، 95 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 . [3] الطبري 94 ، 95 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 . [4] الطبري 94 ، 95 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 . [5] الطبري 94 ، 95 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 . [6] رواه الضياء ( كنز العمال 62 / 3 ) .
422
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 422