نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 421
ينبغي أن تكون له خائنة الأعين [1] . وفي عهد عمر بن الخطاب ولاه عمر على صعيد مصر وفي عهد عثمان ضمت إليه مصر كلها بعد أن عزل عمرو بن العاص عنها . وأمره عثمان أن يغزو بلاد إفريقيا ، فإن فتحها فله خمس الخمس من الغنيمة ، فسار إليها في عشرة آلاف فافتتحها وقتل خلقا كثيرا من أهلها [2] . وعلى الرغم من أن خمس الخمس قد دخل جيبه إلا أنه فرض الضرائب على مصر حتى اشتكى أهلها . أما في الكوفة فقد اجتمع الناس وتذاكروا أعمال عثمان وما صنع ، واجتمع رأيهم على أن يبعثوا إليه رجلا يكلمه ، فأرسلوا إليه عامر بن قيس . فلما دخل عليه قال : إن ناسا من المسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما ، فاتق الله عز وجل وتب إليه . فقال عثمان : أنظر إلى هذا ! ! تكلمني في المحقرات ، فوالله ما تدري أين الله . فقال عامر : بلى والله إني لأدري إن الله بالمرصاد لك [3] . وعقب هذا اللقاء أرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان وإلي عبد الله بن أبي السرح وإلى سعيد بن العباس وإلى عمرو بن العاص وإلى عبد الله بن عامر ، فجمعهم ليشاورهم . فلما اجتمعوا عنده قال لهم : إن لكل امرئ وزراء ونصحاء ، وإنكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي ، وقد صنع الناس ما قد رأيتم ، وطلبوا إلي أن أعزل عمالي ، وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون ، فاجتهدوا رأيكم وأشيروا علي [4] . فماذا قال الذين تطالب الشعوب بعزلهم ؟ قال عبد الله بن عامر : رأيي لك أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك ، فلا يكون همة أحدهم إلا نفسه . . . [5] . فهذا الرأي جعل الجهاد سقفا له ، وفي الميدان إما بقتل . وإما التصفية الجسدية ، وأما الابقاء في ثغور العدو ، أو
[1] راجع أبو داود حديث 2666 ، أسد الغابة 259 / 3 ، البداية والنهاية 152 / 7 ، الإصابة 317 / 2 ، الإستيعاب 376 / 2 . [2] البداية والنهاية 152 / 7 . [3] الطبري 94 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 . [4] الطبري 94 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 . [5] الطبري 94 / 5 ، مروج الذهب 372 / 2 .
421
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 421