نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 419
وخطيب ، هؤلاء طردهم عثمان لأنهم تصدوا لمن هم من أمثال الوليد وسعيد ومعاوية إلى غير ذلك من نبلاء بني أمية . لقد سيرهم إلى الشام وهناك بدأ معاوية يعرفهم بتاريخ آبائه بعد أن قطعت المسيرة شوطا كبيرا على طريق اللارواية . فقال لهم : . . . وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه صلى الله عليه وآله . . . وإني لأظن أن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما [1] . وفي سباق الأحداث يبدو أن معاوية كان يمهد الأمر لنفسه بهذه المقولة وكان يطمع في نشرها كما سيظهر فيما بعد . ولكن أحد المبعدين وهو صعصعة قال : قد ولدهم خير من أبي سفيان من خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه [2] . وفي الليلة التالية جمعهم معاوية وقال لهم : أيها القوم ردوا علي خيرا أو اسكتوا ، وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم وينفع جماعة المسلمين فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم [3] . وهنا لوح معاوية بالمال ولكن صعصعة قال : لست بأهل ذلك ولا كرامة لك إن تطاع في معصية الله . فأخبره معاوية بأنه يأمر بتقوى الله وطاعته وطاعة رسوله . فقال صعصعة : فأما نأمرك أن تعتزل عملك فإن في المسلمين من هو أحق به منك . قال معاوية : من هو ؟ فقال : من كان أبوه أحسن قدما من أبيك ، وهو بنفسه أحسن قدما منك في الإسلام ، قال معاوية : إن لي في الإسلام قدما ، ولقد رأى عمر بن الخطاب ذلك ، فلو كان غيري أقوى مني لم يكن لي عند عمر هوادة ، فقالوا : لست لذلك أهلا [4] . كتب معاوية إلى عثمان : فإنك بعثت إلي أقواما يتكلمون بألسنة الشياطين ، وما يملون عليهم ويأتون الناس زعموا من قبل القرآن فيشبهون على الناس ، وليس كل الناس يعلم ما يريدون وإنما يريدون فرقة ، فقد أفسدوا كثيرا من الناس من أهل الكوفة ، ولست آمن إن قاموا وسط أهل الشام أن يغروهم بسحرهم