responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 401


عن علي . وهذا الشرط أن يبايعه على سيرة أو فعل أبي بكر وعمر . وفي المدينة أمراء عمر معاوية وعمرو والمغيرة وغيرهم ، كأمثال ابن أبي السرح وأبي سفيان وبني مخزوم وهؤلاء انتعشوا بالفتوحات والخراج . والإمام ما كان له أن يقبل هذا الشرط وذلك أن أبا بكر وعمر اختلفا في سيرة كل منهما للآخر . وعلى سبيل المثال أبو بكر نص على خلافة عمر ، بينما عمر جعلها شورى في ستة نفر ، وأبو بكر رأى أن يقاتل الذين امتنعوا عن دفع الزكاة ، وعمر كان له رأي غير هذا .
وأبو بكر كان يرى أن خالد بن الوليد متأول في قتل مالك بن نويرة ، وعمر كان يرى غير ذلك . وأبو بكر كتب لنفر من المؤلفة قلوبهم بحقوقهم ، وعمر مزق كتاب أبي بكر لأن له رأيا آخر . فهذا وغيره يستقيم مع قول الإمام " أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي " ولكن التيارات الموجودة بالمدينة حينئذ كانت تعلم أن زهد علي لن يدفع بالخراج إلى أيديهم ، وكانوا يعلمون أن عمر كان مجتهدا يعمل بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة ، ويرى تخصيص عموميات النص بالآراء وبالاستنباط من أصول تقتضي خلاف ما يقتضيه عموم النصوص ، وكانوا يعلمون أن عمر قد عارك السياسة وكاد خصمه وأمراء الأمراء بالكيد والحيلة وكان يؤدب بالدرة والسوط من يتغلب على ظنه أنه يستوجب ذلك ، ويصفح عن آخرين قد اقترفوا ما يستحقون به التأديب . كل ذلك بقوة اجتهاده وما يؤديه إليه نظره . أما علي بن أبي طالب فهو على خلاف ذلك - كان يقف مع النصوص والظواهر ولا يتعداها إلى الاجتهاد والأقيسة ويطبق أمور الدنيا على أمور الدين ، ويسوق الكل سياقا واحدا ولا يضع ولا يرفع إلا بالكتاب والنص .
لقد عرفوا هذا من علي بن أبي طالب على الرغم من أنه لم يجلس على كرسي يأمرهم به وينهاهم . كانوا يعلمون أن عمر شديد الغلظة والسياسة ، ويعلمون أن عليا كثير الحلم والصفح والتجاوز ، ولكن المصلحة كانت في سياسة عمر ، والخوف كان من حلم علي ، لأن دائرة الذهن عند جميع تيارات الصد تخاف من يوم ، وهذا اليوم ليس من دائرة الغلظة والشدة ، وإنما من دائرة خاصف النعل حيث الحلم والصفح والتجاوز والضرب في الله . وعلى هذا يمكن

401

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست