نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 393
خامسا - وجاء بنو أمية في عالم الفتوحات حل الإسلام في قلوب البعض حين جاءت الغنائم والأموال وكثرت المكاسب ، فهناك من ذاق طعم الحياة وعرف لذة الدنيا عندما لبسوا الناعم وأكلوا الطيب ، وتمتعوا بنساء الروم وملكوا خزائن كسرى . بعد أن كانوا يعيشون في دائرة العيش الخشن ، وأكل الضباب والقنافذ واليرابيع ولبس الصوف . فهذا الصنف حلا الإسلام في قلبه عندما وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيفتح عليهم كنوز كسرى وقيصر . فلما وجدوا الأمر قد وقع بموجب ما قاله وأكلوا الغلوزجات ولبسوا الحرير والديباج . وأصبحوا أمراء في الأمصار استدلوا بما فتح الله عليهم على صحة الدعوة فعظموها بجلوها ، وتمسكوا بالدين لأنه زادهم طريقا إلى نيل الدنيا ، ومجمل القول : لولا الفتوح والنصر والظفر والخراج لانقرض دين الإسلام بصورة من الصور ، ولولا غلظة عمر التي جبله الله عليها ولا حيلة له فيها ، وهي غلظة لا يقصد بها سوءا ولا يريد بها ذما ، فعمر أجل قدرا من أن يعتقد فيه أن غلظته هدفها الذم والتخطئة ، نقول لولا غلظته في التعامل مع بعض رؤوس القوم ، لوجد أعداء الدولة لهم ثغرات يعملون فيها على انقراض الإسلام بصورة من الصورة . ولكن عمر وهو المشهور بالتصدي لهم ، وعلى سبيل المثال فعمر هو القائل في سعد بن عبادة وهو رئيس الأنصار وسيدها ، اقتلوا سعدا قتل الله سعدا ، وعمر هو الذي شتم أبو هريرة ، وعمر هو الذي خون عمرو بن العاص ونسب إليه سرقة مال الفئ ، وعمر شتم خالد بن الوليد وطعن في دينه وحكم بفسقه وبوجوب قتله . فسرعة
393
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 393