نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 363
بهذه الأحداث رده ثم أحرقه في النار [1] ، ومن قبل رأينا خالد بن الوليد الذي وصفته الأحاديث الصحيحة أنه كان من المبغضين لعلي بن أبي طالب كيف ركب على رأس جيش وقتل مالك وأخذ ماله وتزوج زوجته . وتحت شعار حروب الردة برز عمرو بن العاص . وروي أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر حين شيع عمرو بن العاص : أو تزيد الناس نارا . ألا ترى ما يصنع هذا بالناس ! فقال : دعه فإنما ولاه علينا رسول الله لعلمه بالحرب [2] ، وغير هؤلاء كثير شربوا لبن الإمارة صغارا ثم قاتلوا من أجلها كبارا ثم جاء عهد عمر بن الخطاب فاتسعت الرقعة . ولقد كانت الرقعة في عهد أبي بكر على مسرحها تدور الكثير من حروب الردة وبعض الفتوحات ، أما في عهد عمر فعلى مسرحها دارت الفتوحات الكثيرة الواسعة . وبحجم الفتوحات كان حجم الأمراء . ومن هؤلاء الأمراء . معاوية بن أبي سفيان ، الذي أسلم هو وأبيه وأمه يوم الفتح [3] ، وقال البعض : إنه أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه وهذا يعارضه ما ثبت في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في العمرة في أشهر الحج . فعلناها وهذا يومئذ كافر [4] ، كان الفاروق لا يخفي إعجابه بمعاوية ، روى أنه ذكر معاوية عند عمر فقال : دعوا فتى قريش وابن سيدها أنه لمن يضحك في الغضب ولا ينال منه إلا على الرضا ومن يأخذ من فوق رأسه إلا من تحت قدميه [5] ، وكان يقول للناس : تذكرون كسرى وعندكم معاوية [6] ، ومعاوية بدأ يحبو في اتجاه الكرسي بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان الذي كان له كرسي في عهد أبي بكر وعمر عندما مات يزيد . كتب عمر بولاية معاوية مكان أخيه . وعندما ذهب عمر ليعزي أبي سفيان