نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 361
روي عن عبد الله أنه قال : كنت أكتب كل شئ أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريد حفظه فنهتني قريش . وقالوا : أتكتب كل شئ تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وآله بشر يتكلم في الغضب والرضا . فأمسكت عن الكتابة . فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله فأومئ لي شفتيه وقال : والذي نفسي بيده ما يخرج مما بينهما إلا حق فاكتب " [1] . لقد كان التدوين عقبة أمامهم . فلما جاء عهد الفاروق وهدد من يروي بالضرب والحبس وذلك لمصلحة للمسلمين لا نستطيع الوقوف عليها . ضاع ذكر القوم . وعندما أقدم الفاروق رضي الله عنه على إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم . تجرد القوم من علامة بارزة تدل على تألفهم لضعف إيمانهم . ومع نسيان أخبارهم وضياع علامتهم انخرطوا في نسيج واحد مع الأمة دون اتخاذ الأمة لأي نوع من أنواع الحذر والحيطة تجاههم . ولكي تكتمل المأساة كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله . نظرا لاحتمال تسرب حديث من الأحاديث التي ذمهم فيها النبي . وعلى سبيل المثال لقد وصفوا النبي لابن عمرو عندما كان يكتب . بأن النبي بشر يتكلم في الغضب والرضا . ونجدهم يقولون على لسان الرسول فيما بعد : " اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر . وإني اتخذت عندك عهدا لن تخلفه . فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة " [2] ، وهكذا جعلوا النبي مؤذيا سبابا جلادا حتى يفلتوا مما ورد فيهم . ورووا عنه أيضا أنه قال : " اللهم فأيما مؤمن سببته أو لعنته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة " [3] ، هكذا جعلوه سبابا ولعانا " هذه الأحاديث يعارضها قوله الله تعالى : * ( وإنك لعلى خلق عظيم ) * [4] ، وقوله تعالى : * ( وما
[1] رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد أصل في كتابه الحديث عن رسول الله ولم يخرجاه ( المستدرك 105 / 1 ) ورواه أبو داود حديث رقم 3646 . [2] رواه مسلم ( الصحيح 153 / 16 ) ك البرب من لعنه النبي . [3] سورة القلم : الآية 4 . [4] سورة النجم : الآية 3 .
361
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 361