responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 354


تعالى : * ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هو بمؤمنين ) * [1] ، والرسول صلى الله عليه وآله كان يعطي هؤلاء يكون سهم المؤلفة عليهم علامة . يكون كالسك وعلى هذا يكونوا معروفين للأمة فتحذرهم وتتعامل معهم بفقه عال فلا توليهم المناصب العليا في الدولة حتى لا يصلوا إلى موقع القرار .
ولله تعالى على بعض عباده علامات . قال سبحانه في كفار أهل الكتاب :
* ( وضربت عليهم الذلة والمسكنة ) * [2] ، ضربت كضرب السكة على المعدن أو كضرب الخيمة على الإنسان ، وسهم المؤلفة على الذين يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين كالسك على المعدن . وليس كل من رآه المسلمين مؤمنا أن يكون بالضرورة مؤمنا فيولونه أمورهم . روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى قوما كان سعد يجلس فيهم . فترك النبي منهم من لم يعطه . وكان سعد يعجبه بعض الذين لم يعطهم النبي فقال سعد : يا رسول الله مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أو مسلما . ثم تكرار هذا الموقف أكثر من مرة وسعد يقول ما قال والنبي يقول : أو مسلما . ثم قال النبي : إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار [3] ، وفي هذا الحديث أن سعدا كان يحكم على طرف بأنه مؤمنا وذلك وفقا لما يراه . أما الرسول صلى الله عليه وآله كان يحكم بما لا يراه سعد . وهذا المقياس له بعد النبوة امتداد . لأن الذين يقولون آمنا وهم لا يؤمنون باقون وأيضا سهم المؤلفة باقي لأنه لم ينسخ بقرآن . وعلى هذه الخلفية يمكن أن نفهم قول النبي صلى الله عليه وآله بن أبي طالب : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " [4] ، ويضاف قوله لعلي : " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " [5] ، فهذا الامتداد يحفظ الدعوة من



[1] سورة البقرة : الآية 8 .
[2] سورة البقرة : الآية 61 .
[3] رواه مسلم وغيره ( صحيح مسلم 182 / 2 ) .
[4] رواه البخاري وغيره ( الصحيح 86 / 3 ) وسبق تخريجه .
[5] رواه مسلم وغيره وسبق تخريجه .

354

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست