نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 34
إلا غرورا * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ) [1] . قال المفسرون : أي استنهض للمعصية من استطعت أن تستنهضه من ذرية آدم بصوتك ، وصح عليهم لتسوقهم إلى المعصية بأعوانك وجيوشك ، فرسانهم ورجالتهم . وشاركهم في الأموال فيجمعونها من خبيث وينفقونها في حرام ، وشاركهم في الأولاد أي يمجسونهم ويهودونهم وينصرونهم ويصبغونهم غير صبغة الإسلام . ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) أخبر سبحانه ، بتأييده تعالى عباده المؤمنين وحفظه إياهم وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ، ولهذا قال ( وكفى بربك وكيلا ) أي حافظا ومؤيدا ونصيرا [2] . إن برنامج الشيطان تنسفه العبادة الحق نسفا . فالشيطان لا يستطيع أن يجبر إنسان على معصية ، إنه يزين ويغوي وينادي فقط ، والذي يلبي نداءه يكون في الحقيقة قد اختار ، ومن اختار طريق الشيطان فهو بعيد عن الله ، وبرنامج الشيطان يسير اتباعه عكس اتجاه الفطرة ، ولا يقصدوا إلا ما خلفوه وراء ظهورهم . والإنسان الذي يسير في غير اتجاه الفطرة ، كلما توجه إلى ما يراه خيرا لنفسه وصلاحا لدينه أو لدنياه ، لم ينل إلا شرا أو فسادا ، وكلما بالغ في التقدم زاد في التأخر ، وليس بفالح أبدا . وذلك لأنه مطارد من الله ولا بقاء لشئ يطارده الله إن أتباع برنامج الشيطان لن يهديهم الله ، ما داموا يتزودون من زاد برنامج الضلال . ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) [3] ( والله لا يهدي القوم الفاسقين ) [4] ( والله لا يهدي القوم الكافرين ) [5] ( إن الله لا يهدي من يضل ) [6] ( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ) [7] ( إن الله لا يهدي من هو
[1] سورة الإسراء : الآية 63 - 64 - 65 . [2] تفسير ابن كثير : 50 / 3 . [3] سورة التوبة : الآية 19 . [4] سورة المائدة : الآية 108 . [5] سورة البقرة : الآية 264 . [6] سورة النحل : الآية 37 . [7] سورة غافر : الآية 28 .
34
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 34