نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 334
للقاص : أنت أبو اعرفوني [1] . وأقدم خبر للقص في صدر الإسلام ما رواه البخاري أن سعيد بن جبير قال لابن عباس : بالكوفة رجل قاص يقال له نوف البكالي يزعم أن موسى الذي اجتمع مع العبد الصالح بمجمع البحرين ليس بموسى بني إسرائيل . فقال ابن عباس : كذب عدو الله [2] . وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتضييق الرواية كانت الساحة مستعدة لاستقبال هؤلاء ليقوموا بالواجب الذي تقوم به صحافة أيامنا هذه . وروى الإمام أحمد : كان أول من قص تميم الداري استأذن عمر بن الخطاب أن يقص على الناس قائما فأذن له " [3] ، وعن السائب بن يزيد قال : إنه لم يكن يقص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر وكان أول من قص تميم الداري استأذن عمر أن يقص فأذن له " [4] ، وتميم كان راهبا نصرانيا وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم . ولم يعترض أحدا على القص أو لم يجتمعوا لترتيب أوراقهم بعد أن حذرهم النبي من أن القص علامة على طريق طويل . وذلك فيما رواه الطبراني : " إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا " [5] ، ولكن الساحة رضيت بهذه الظاهرة التي يتثقف بها العامة . ثم جاءت نقطة التحول بدخول كعب الأحبار ساحة القص . وكعب كان على دين اليهود فأسلم في عهد عمر بن الخطاب وكان من المقربين إليه . قال ابن حبان مات كعب سنة أربع وثلاثين وقد بلغ مائة سنة وأربع سنين [6] . وكان أستاذ كعب الأحبار قد أسلم في عهد أبي بكر . وكان يدعى