نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 273
هنا أن وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي كانت متداولة أيام الصحابة . ألم تسمع قولهم في محضر أم المؤمنين : إن عليا كان وصيا . وعلى أي حال فإن حديث الناس بالوصية لعلي لا خلاف عليه كما في هذا الحديث . وإنما الخلاف في رد أم المؤمنين على الذين قالوا بذلك . فلقد أخبرتهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مات على صدرها وإنها آخر الناس عهدا به . وهذا القول تعارضه أحاديث صحيحة أخرى منها ما رواه الإمام أحمد عن أم المؤمنين أم سلمة ، قالت : والذي أحلف به إن كان علي بن أبي طالب لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت : عدنا رسول الله صلى الله عليه وآله غداة بعد غداة والنبي يقول : جاء علي ، جاء علي - وفي رواية قالت فاطمة : كأنه بعثة في حاجة - فجاء علي ، قالت أم سلمة : فظننت أن له إليه حاجة . فخرجنا من البيت فقعدنا وكنت أدناهم إلى الباب فأكب عليه علي [1] فجعل يساره ويناجيه [2] ، ثم قبض صلى الله عليه وآله من يومه ذلك . وكان علي أقرب الناس به عهدا " [3] . وروى ابن سعد عن أبي الغطفان قال سألت ابن عباس : يا ابن عباس أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال ابن عباس : توفي وهو لمستند إلى صدر علي بن أبي طالب . قلت : فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت : توفي رسول الله صلى الله عليه وآله بين سحري ونحري . فقال ابن عباس : أتعقل ! ! والله لتوفى رسول الله وإنه لمستند إلى صدر علي وهو الذي غسله [4] ، وسئل عمر بن الخطاب : ما كان ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : سل عليا ، فقيل له : من غسله ؟ قال : سل
[1] أي مال برأسه عليه . [2] أي يحدثه سرا . [3] رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة ( الزوائد 112 / 9 ) ، ورواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي ( المستدرك 139 / 3 ) ، وأورده ابن كثير في البداية 360 / 7 . [4] ابن سعد ( الطبقات 263 / 2 ) .
273
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 273