responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 27


الهبوط ، ليكون من الصاغرين أهل الهوان . ولم يترك الشيطان منزلة الهبوط دون استغلالها فقال : * ( رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ) [1] لم يقل : رب انظرني إلى يوم يموت آدم ، بل ذكر آدم وبنيه . فقال له سبحانه : * ( إنك من المنظرين ) * [2] . وفي هذا النص دلالة على أن هناك منظرين غيره ، منهم ملائكة ومنهم بشر ، أخبرت عنهم السنة النبوية الشريفة [3] .
وفي منزلة الهبوط صاغ الشيطان فقه الاغواء والتزيين ، الذي به يخترق الكيان الإنساني وعليه تتعدد الأهواء * ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . * إلا عبادك منهم المخلصين ) [4] ، لقد اختار مساحة الزينة والزينة الحق جعلها الله لعباده كي يسوقهم التفكير فيها إلى العبادة الحق . قال تعالى : * ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ) * [5] ، فأقام الشيطان له خيمة في اتجاه هذه الزينة ، وهذه الخيمة بثت ثقافة ألوهية الكواكب والنجوم . تلك الألوهية التي اعترض عليها هد هد كان يحتفظ بفطرته التي فطره الله عليها . فعند ما ذهب هذا الطائر إلى مملكة سبأ ، وجدهم يعبدون الشمس من دون الله ، فعلم وهو الطائر أن هناك زينة أخرى غريبة ، قد أدخلت على الزينة الحق التي تدعو إلى العبادة الحق .
فقال سليمان عليه السلام وهو يتحدث عن ملكة سبأ * ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ) [6] لقد وقعوا على الزينة المحرمة ، وهم المجهزون بالفطرة ، والفطرة نعمة والاختيار الخطأ يترتب على امتداده كفران النعمة . والسنة الإلهية عند كفران النعمة ، تسلب نعمة الهداية . وفي عالم اللاهداية تعشق الأسماع والأبصار



[1] سورة الحجر : الآية 36 .
[2] سورة الأعراف : الآية 15 .
[3] أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم . بظهور المهدي ونزول عيسى عليهما السلام . وبخروج الدجال والسفياني آخر الزمان ومن أراد المزيد فعليه ببحوثنا في المسيح الدجال .
[4] سورة الحجر : الآية 39 - 40 .
[5] سورة الصافات : الآية 6 .
[6] سورة النمل : الآية 24 .

27

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست