نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 26
من شئ ) * [1] ، وقال تعالى : ( فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد ) [2] ، وقالوا : ( ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ) [3] ، ولأنهم يرفعون لافتة التحقير الشيطانية التي ينفذون بنودها بدون تعقل قالوا : ( لو شاء ربنا لأنزل ملائكة ) [4] . وقالوا : ( لولا أنزل عليه ملك ) [5] ، لقد رفضوا البشر الذي خلقه الله من طين . وكان هذا الرفض مقدمة كبرى للصد عن سبيل الله ، قال تعالى : * ( وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا ابعث الله بشرا رسولا ) * [6] . وعلى هذا الرفض دق الشيطان وتدا شع ثقافة جاء عليها الفراعنة والقياطرة والأباطرة ، الذين ادعوا أن دماء الآلهة تجري في عروقهم . ووفقا لهذا الادعاء الذي سانده كهنة الاغواء والتزيين ، هرول الناس إلى عبادتهم من دون الله ، وعلى هذه العبادة شيدت الأصنام ، وهتكت الأعراض ، وجلدت الشعوب ، ورفعت رايات الجبرية والطاغوت واعتبر الخارج عنها خارج على القانون . ولم يقف فقه التحقير عند الأنبياء والرسل عليهم السلام ، وإنما مارس هذا الفقه عمله على امتداد المسيرة بعد رحيل كل نبي وكل رسول . فلقد اعتمد الجبابرة على حملات التشكيك والتشويش المنظم لوقف مسيرة الذين يأمرون بالقسط من الناس . فإذ لم تأت الحملات بالثمار المطلوبة ، اعتمدوا لهم أسلوب اليد الغليظة بالحجر تارة وبالسيف تارة وبقطع الرؤوس والطواف بها تارة أخرى . ثانيا - قطع الطريق على الفطرة : عندما قال الشيطان أنا خير منه ، شمله عقاب الله تعالى : قال تعالى : * ( فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ) * [7] . لقد نزل إلى منزلة
[1] سورة يس : الآية 15 . [2] سورة التغابن : الآية 6 . [3] سورة المؤمنون : الآية 34 . [4] سورة فصلت : الآية 14 . [5] سورة الأنعام : الآية 8 . [6] سورة الإسراء : الآية 94 . [7] سورة الأعراف : الآية 13 .
26
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 26