نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 263
أعينكم وإذا صح أخذتن بعنقه . فقال النبي : هن خير منكم " [1] . وبقي سؤال : لماذا لم يصر النبي على كتابة الصحيفة . والإجابة : لأنهم جردوه من العصمة من الضلال بقولهم : " هجر " لقد أراد أن يكتب لهم كتابا يكونوا به في مأمن الضلالة ، فقالوا : الكلمة التي بها يصبح الكتاب مصدر ضلالة فلو كتب الكتاب بعد هذه الكلمة لشكك الذين في قلوبهم مرض في كل مكتوب بعد ذلك حتى كتاب الله . ولهذا قال لهم فيما رواه ابن عباس بعد أن قالوا أن نبي الله ليهجر : فقيل له ألا نأتيك بما طلبت ، فقال صلى الله عليه وسلم : أو بعد ماذا ؟ ! ! [2] ، وهناك سبب آخر . وهو أنه صلى الله عليه وآله قد علم من ربه أن الاختلاف واقع لا محالة . ولقد رآهم النبي يختلفون في أمر أصدره داخل حجرته . فرجحوا بين قوله وبين قول عمر وكثر اللغط . والله تعالى أعلم ماذا كان سيحدث لو أصر النبي على كتابة الصحيفة أثناء هذا اللغو واللغط . ولقد اكتفى صلى الله عليه وسلم بما أمر به وحذر منه على امتدار رسالته . ودعنا نفترض أن الرسول قد كتب ما يريده . فهل تمنع الكتابة هذه الأنماط البشرية التي يعلمها الله من الكف عن مخططاتها . كلا ! لقد كانوا سيعملون في وجود الصحيفة نفس علمهم في عدم وجودها . والقرآن الكريم كشف عن أنماط بشرية إذا جاءهم الرسول بآية ظاهرة . قالوا في ظهورها ما كانوا سيقولونه في عدم ظهورها يقول تعالى : ( ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون * كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ) [3] ، بل إن القرآن كشف عن نمط بشري أرادوا أن يبدلوا كلام الله ليكون وفقا لما يريدون قال تعالى : ( سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ) [4] ، إن النبي أخذ بالأسباب وهو يعلم أنه لن يمكن من كتابة
[1] رواه الطبراني في الأوسط ( كنز 644 / 5 ) وابن سعد ( الطبقات 244 / 2 ) . [2] رواه ابن سعد ( الطبقات 242 / 2 ) . [3] سورة الروم : الآية 58 ، 59 . [4] سورة الفتح : الآية 15 .
263
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 263