نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 253
لهم ) [1] ، ما قوتل أهل هذه الآية بعد [2] ، وهذه الآية في سورة براءة التي نزلت بعد غزوة تبوك آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم [3] ، فإذا كان هناك قتال يدخره الغيب بعد آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم . فلا جدال أن أصحاب دائرة الرجس سيبحثون كثيرا عن حصون يتحصنون بها أو حرزا يتحرزون به أو مغارات في الجبال أو نفقا في الأرض لدفع هذا الضرر عنهم . ولا يمكن للباحث المنصف أن يستبعد عامل الذعر هذا عند البحث عن العوائق التي وضعت في طريق علي بن أبي طالب . ويضاف إلى هذا عامل آخر . فالقوم كان فيهم من حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه . وفيهم من دعا النبي عليه ولعنه وفيهم من نفاه وفيهم من أحل دمه . روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية " [4] ، وفي رواية عند أبي نعيم : " والعن أبا الأعور السلمي " [5] ، وفيما سبق بينا أنه لعن الحكم بن أبي العاص ونفاه وأحل دم عبد الله بن أبي السرح وذو الثدية . فهذا الطابور كله كانت لهم ثقافة يشقون بها طريقا في اتجاه السلطة لإعادة مجدهم الزائل الذي أطاحت به الدعوة الإسلامية . فكان لا بد من وضع عقبات يكون من نتائجها التعتيم على هذه الروايات حتى تندثر في عالم النسيان . وكان الطريق إلى ذلك لا يمر إلا بتخطي علي بن أبي طالب ثم الكذب بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد كانت هذه الأنماط البشرية تعمل من أجل رسم طريق حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه . وهذا الطريق الذي اختاروه من على موائد الخوف والذعر والحسد والبغض . يستند علاوة على ما
[1] سورة التوبة : الآية 12 . [2] أخرجه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن علي وحذيفة ( كنز 426 / 11 ) ( الدر المنثور 214 / 3 ) ( البداية والنهاية 339 / 2 ) . [3] البداية والنهاية 35 / 5 . [4] رواه مسلم . [5] رواه أبو نعيم ( كنز 82 / 8 ) .
253
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 253