responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 24


الناس في ضلال مبين . وهكذا تسلل الطريد إلى مائدة الامتحان . مهمته أن يدعو فقط إلى الضلال وقد زينه ، وهو يدعو فقط لأنه لا يستطيع أن يجبر الناس على معصيته ، ولما كانت حركة الشيطان على الأرض هكذا ، فإن تسليط بعض من الضوء على البداية ، قد يفيد لمعرفة منهجه في الاغواء والتزيين .
خلق الله تعالى آدم عليه السلام ، وأمر بالسجود له ، فسجد الملائكة ، وكان إبليس من الجن وداخل فيهم ، فأبى أن يسجد فخاطبه تعالى : ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين ) [1] فجاء الرد الذي تحتوي كلماته على منهج الشيطان الكامل ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) [2] ، لقد أكله الحسد وهو الذي شاهد المقدمة حيث التراب والطين والصلصال . وعندما عاين العلم والحركة والحياة كنتيجة للمقدمة ، دفعه الحسد إلى المقدمة حيث الحمأ المسنون متعاميا عن النتيجة استكبارا عليها . إنه الصغار والجمود بعينه ، ودعوة أولى لرفض النظر في آيات الله . وفي اعتراض الشيطان تلويح ، بأن الأمر الإلهي إنما يطاع إذا كان حقا والأمر بالسجود لآدم ليس حقا .
والمتدبر في آيات الله ، يجد أن الشيطان قبل رفضه السجود لآدم ، كانت حجة الله قد دثرته . وهذه الحجة أن الله تعالى أمره فيمن أمر بالسجود ، فالأمر حجة بذاته . وخروج الشيطان عنه هو خروج باختيار وليس عن جبر . كما يجد المتدبر أيضا أن في ردود الشيطان على الله تعالى ، لم تكن ردودا جوفاء ، وإنما تحمل منهجا كاملا في الضلال وهذا المنهج له مهمة واحدة ، هي الصد عن العبادة الحق .
ومن أجل هذا اعتمد المنهج على عمود يفصل أنبياء الله ورسله عليهم السلام عن أبناء آدم فلا يصل إليهم الهدى . وعمود يعمل على الصراط المستقيم من أجل إعاقة الطريق أمام الفطرة حتى لا تصل إلى غايتها الحق . وعمود يعمل على إرساء قواعد الشذوذ ومهمته تصفية كل ما هو طاهر على امتداد المسيرة البشرية بعد رحيل



[1] سورة ص : الآية 75 .
[2] سورة ص : الآية 76 .

24

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست