نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 22
معيشتها ) * [1] أي طغت في معيشتها وقال تعالى : * ( وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) * [2] . إن الماضي حجة على الحاضر والحاضر حجة على المستقبل . ولا يسمع الصم الدعاء . إن الأمة تأتي لينظر إليهم كيف يعملون . ورسل الله عليهم السلام حثوا أقوامهم وذكروهم بمن سبق كي يبصروا وقع أقدامهم وهم يعبرون الجسر إلى الآخرة . فهذا هود عليه السلام يقول لقومه : ( واذكروا إذا جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ) [3] . وهذا صالح عليه السلام يقول لقومه : ( واذكروا إذا جعلكم خلفاء من بعد عاد ) [4] . والنظر إلى الخلف لا يعني التغني بوثنية من سبقونا ، إنما البحث في عوامل انهيارهم كي يتجنب الحاضر ما وقع فيه الماضي . فلعل الماضي يكون قد أركس في فتنة . فإذ لم يتبين الحاضر خيوطها وسار على منوالهم ، كان في حقيقة الأمر امتدادا للفتنة وإن لم يشارك فيها . وكما أن في الماضي زادا للحاضر يعبر به جسور الحياة . فإن الحاضر وهو تحت الامتحان عبرة للمستقبل . فهذا موسى عليه السلام يقول لقومه : ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) [5] . لقد ذهبت أمة ، وجاءت أخرى ليجري عليها الاختبار الذي يكون زادا للمستقبل . وأمة محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأمم . يخاطبها سبحانه فيقول : ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءت رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين * ثم جعلناكم خلائف في الأرض من
[1] سورة القصص : الآية 58 . [2] سورة القصص : الآية 59 . [3] سورة الأعراف : الآية 69 . [4] سورة الأعراف : الآية 74 . [5] سورة الأعراف : الآية 129 .
22
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 22