نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 204
الحوض " [1] . والدائرة الثانية في الحديث دائرة الخليفة الذي يقتل مظلوما ، تمهد للدائرة الثالثة التي يتربع فيها الدجال . والطريق بين الدائرتين يجلس فيه القاتل . أي قاتل الخليفة المظلوم . فمن تبين هذه الحقيقة بعد قتل الخليفة . فقد نجا مثل الذين نصروا الخليفة المظلوم في حياته . فعن عبد الله بن مسعود . قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله . كيف تقول في الرجل أحب قوما ولم يلحق بهم ؟ فقال النبي : المرء مع من أحب [2] ، أما من وضع على عينيه الغمامة ومر على الخطيئة مر الكرام . فيجيبه أبو العرس بن عميرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها . ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها [3] ، فمن غاب عنها ورضي وشارك الذي شهدها ورضي وإن بعدت المسافة وبعد الزمان بينهما . والفتنة في كل حلقة لا بد من أن تترك أثرا لها على القلوب . فمن أنكر لا يتعكر قلبه . ومن رضي تعكر قلبه ودخل على فتنة الدجال وهو يهلل للدجال مغديا له بالروح والدم والمال . وعن أثر الفتن على القلوب . يقول حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعرض الفتن على القلوب . فأي قلب أنكرها . نكتت في قلبه نكتة بيضاء . وأي قلب لم ينكرها نكتت في قلبه نكتة سوداء . حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا . لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض . والآخر أسود مربدا كالكوز مجفيا . لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا . إلا ما شرب من هواه " [4] ، ومن أجل هذا لا بد من البحث عن الحقيقة . لأن الحلقة القادمة هي حلقة الدجال . ومن دخل عليها وهو عارف بحقيقتها فقد
[1] رواه أحمد وقال الهيثمي إسناده جيد ( الزوائد 193 / 9 ) . [2] رواه البخاري ك الآداب ( الصحيح 77 / 4 ) . [3] رواه أبو داود حديث 4345 . [4] رواه أحمد ( كنز العمال 119 / 11 ) والحاكم وصححه ( المستدرك 468 / 4 ) .
204
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 204