نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 201
الفتنة ، ها هنا الفتنة . من حيث يطلع قرن الشيطان " [1] . 2 - الرسول ونظرات على واقع بعيد : لم يكن النبي يحذر من الفتن فقط ، وإنما كان يبين لمن حوله أن الفتنة إذا هبت انطلق دخانها في سماء العصور والدهور . وعلى امتداد هذه المسيرة يدون لها ثقافات وقوانين لا تخدم إلا أنصار الشذوذ الذين لا هم لهم إلا التعتيم على نور الفطرة والصد عن السبيل . وفي نهاية المطاف يستخدم المسيح الدجال هذه الأوراق لصالحه . والدجال أعظم فتنة منذ ذرأ الله ذرية آدم وما من نبي إلا وحذر قومه الدجال ، ولقد حذر نوح قومه منه ليس على أساس أنه خارج فيهم . لأن نوح كان يعلم من ربه أنه يخرج في الأمة الخاتمة . وإنما حذرهم من نسيج الشذوذ . لأن كل نسيح من هذا يتلقفه الشيطان ويلقيه على رأس البشرية من جيل إلى جيل ، حتى يستقر عند الدجال آخر الزمان ، والنبي حذر أصحابه على هذا النحو ، لأن الدجال خارج في الأمة الخاتمة لا محالة . فعن حذيفة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأنا لفتنة بعضكم بعضا أخوف عندي من فتنة الدجال . ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها ، وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال " [2] . فالشذوذ حلقات ، وحلقات الشذوذ يصنعها أصحاب القسم الزائف ، أي الأئمة المضلين ، فعن أبي ذر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " غير الدجال أخوف على أمتي ؟ ) " . قلت : يا رسول الله أي شئ أخوف على أمتك من الدجال ؟
[1] رواه البخاري ( فتح الباري شرح صحيح البخاري حديث رقم 3104 ص 243 / 6 ط دار الريان ) . [2] رواه أحمد والبزار وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ( الزوائد 335 / 7 ) .
201
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 201