نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 168
5 - حجة الوداع وإعلان الولاية : في العام التاسع الهجري كانت فورة التفاور والشرك . فمن تحت جلباب الإسلام تحركت دائرة الرجس لتكيد للإسلام . ومن تحت لافتة المعاهدات تحركت دائرة البخس لتعرقل المسيرة . ولكن الله رد كيدهم في نحورهم بإنزال سورة براءة التي جعلت جميع دوائر الصد عن سبيل الله تقف لتحكم المخزون الفطري عند كل إنسان فيهم . وإلا فالسيف ، ولا يتصور عاقل أن دوائر الصد بعد سورة براءة . قد ألقوا بسلاحهم وهرولوا في اتجاه الإسلام تائبين عابدين . فقد يكون هناك من أسلم وحسن إسلامه . وقد يكون هناك من أسلم إلي حين تأتيه الفرصة . أو أسلم ثم ارتد وكتم ارتداده أو لم يسلم أصلا ، وهرب حتى يشتد عوده . فهؤلاء وغيرهم لم ينتهوا بنزول سورة براءة أو برحيل النبي صلى الله عليه وسلم . لأن جذورهم في الأرض منذ أن طرد إبليس اللعين . وفي كل جيل تخرج الفروع وأوراق الفتنة من الجذور ، ثم يستأصلها الله من عنده أو بأيدي الذين آمنوا ، ثم تخرج لتستأصل ليكون استئصالها عنوانا لهزيمة الباطل على امتداد التاريخ الإنساني . وسورة براءة أشارت إلى أعلام هؤلاء ، قال تعالى : ( فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم ) [1] ، وكان حذيفة بعد وفاة الرسول يقول : " ما قوتل أهل هذه الآية بعد " [2] ، وقوله تعالى : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) [3] ، وكما أن جذور هؤلاء ممتدة في طين الشذوذ . فكذلك جذور البغي . فالبغاة لم يقاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم . لأن جذورهم في عهدهم لم تكن قد أخرجت فروعها العتية بعد . والقرآن أخبر بهم فقال تعالى : ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله ) [4] ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم بمقتضى هذه الآية . إنه سيكون بغي . ولذا أخبر عن
[1] سورة التوبة : الآية 12 . [2] أخرجه ابن أبي شيبة ( كنز العمال 426 / 1 ) وسيأتي الكلام عنه في موضعه . [3] سورة التوبة : الآية 36 . [4] سورة الحجرات : الآية 9 .
168
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 168