نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 166
المتقدم من رهطه . فإذا كان كذلك . فهل يجوز أن يجري النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنته وأحكامه على عادات الجاهلية ؟ ثم لو كانت سنة عربية جاهلية فما وزنها في الإسلام وما هي قيمتها عند النبي ، وقد كان ينسج كل يوم سنة جاهلية وينقض كل حين عادة قومية . ثم إذا كانت سنة عربية ومعروفة للنبي قبل بعثه أبا بكر بسورة براءة . فما باله لم يعتمدها في الابتداء ، ويبعث إليهم بمن يجوز أن يحل عقده من قومه ؟ هل نسيها النبي حين سلم الآيات إلى أبي بكر . وعندما خرج أبو بكر ذكر النبي ما نسيه . هل يجوز ذلك وهو صلى الله عليه وآله وسلم المثل الأعلى في مكارم الأخلاق واعتبار ما يجب أن يعتبر من الحزم وحسن التدبير . ثم إذا كانت سنة عربية فلماذا لم يذكر النبي ذلك عندما رجع إليه أبو بكر ليسأله . وقال له : إنه أوحي إلي أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني " . إن كلمة " أوحي إلي " أو " أخبرني جبريل " في الحديث . هي المحك في الحدث . والذي يمكن أن يقال عند الجمع بين الروايات . أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سلم إلى أبي بكر السورة . بإذن الله . إلا أنه لم يأمر بأدائها ولا كلف بقراءتها على أهل الموسم . سلمت إليه وأمر بالتوجه إلى أن يأذن الله فيها . وقد قال البعض : إن الفائدة في ذلك ظهور فضل علي بن أبي طالب ومرتبته . ولكني أميل أن ظهور الفضل في مساحة الأحداث كلها علاوة على المناقب التي وضعت حول علي على امتداد الرحلة أوقع من ظهوره في هذه المساحة الضيقة . فعلي لم يذهب ليبلغ براءة فقط وإنما ليبلغ أحكاما أيضا . فهو يبلغ كلمة الوحي وكلمة الرسول عن الوحي . فعن زيد بن يثبع قال سألنا عليا بأي شئ بعثت في الحجة . قال : بعثت بأربع أن لا يطوف بالبيت عريان . ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر . ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة . ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا [1] .
[1] رواه الترمذي وصححه ( الجامع 276 / 5 ) وأحمد وابن جرير بسند صحيح ( الفتح الرباني 159 / 18 ) .
166
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 166