نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 165
عليا رضي الله عنه على أثره . فأخذها منه . فكان أبا بكر وجد في نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني . وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن أبي رافع قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله ببراءة إلى الموسم . فأتى جبريل عليه السلام . فقال : إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك ، فبعث عليا رضي الله عنه على أثره . حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم . فذهاب علي بن أبي طالب ، علاوة على أنه لا يؤدي عن النبي إلا هو كما ورد في الحديث الصحيح عن حبشي بن جنادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " [1] ، إلا أنه يستقيم مع الأحداث حيث فورة النفاق ، وحيث إخبار النبي لقريش يوم الحديبية بأن لهم من علي بن أبي طالب يوما فعن ربعي بن علي ، أن النبي قال لهم يومئذ : يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين . قد امتحن الله قلبه على الإيمان . قالوا : من هو يا رسول الله ؟ وقال أبو بكر : من هو يا رسول الله ؟ وقال عمر : من هو يا رسول الله ؟ قال : هو خاصف النعل . وكان قد أعطى عليا نعله يخصفها [2] . لهذا نقول أن بعث علي بن أبي طالب بسورة براءة له أبعاد متعددة . فأبو بكر لم يثبت أن له قتيل في الإسلام . ولم يكن رضي الله عنه مشهورا بالشجاعة ولقاء الحروب . وأيضا لم يكن جبانا ولا خوارا . وإنما كان رجلا عاقلا ذا رأي وحسن تدبير ، والآيات تحمل منهجا لا مهادنة فيه ولا مساهلة . فإعطاؤها لأبي بكر أولا ثم إعطاؤها لعلي بعد ذلك فيه تلويح بالعصا الغليظة . وحول هذا الحديث أدلى كل منهم بدلوه ، فقال البعض : إن النبي بعث عليا بالسورة لأن من عادة العرب أن لا يحل ما عقده الرئيس منهم . إلا هو أو
[1] سبق التخريج . [2] رواه الترمذي وصححه ( الجامع 634 / 5 ) وابن جرير وصححه والضياء ( كنز العمال 173 / 13 ) .
165
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 165