نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 159
صحيحة وأشاعوا غير ذلك كما ورد في تاريخ الطبري ، قال علي للنبي : " زعم المنافقون إنك إنما خلفتني إنك استثقلتني وتخففت مني " ، فقال له النبي : كذبوا . . . أما ترضي يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " [1] . لقد كان عليا مقياسا لما يجري على طريق تبوك . به يظهر النفاق ويشع . ووجوده في المدينة في غياب الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد الخنادق بدقة . فأي ثقافة تخرج من المسجد الضرار لا يرضى عنها علي فهي ثقافة نفاق . وأي حشد في اتجاه المدينة لا يرضى عنه علي فهو حشد نفاق . وأي معارض يعارض أمرا لعلي فهو في دائرة النفاق . كما ذكر أبو سعيد الخدري " كنا نعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب " [2] . " حديث المنزلة رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم . وقال ابن عساكر . وقد روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وعلي وابن عباس وغيرهم . وقد تقصى ابن عساكر هذا الحديث في ترجمة علي في تاريخه فأجاد وأفاد وبرز مع النظراء والأشباه والأنداد [3] . ولقد ناقش العديد من الأفاضل هذا الحديث على خلفية أن هارون ( ع ) مات قبل موسى ( ع ) وتركوا لفظ " منزلة " وهو الذي يدور عليه الحديث . ومنزلة هارون ينبغي أن تناقش في ضوء الآيات القرآنية وليس في ضوء التواريخ الإسرائيلية . فقد قال تعالى : ( ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده ) [4] ، فالآية تخبر أن موسى عليه السلام جاءهم بالبينات . واتخاذهم العجل من بعده ، استمرارا لفعلهم . فهم في الحقيقة اتخذوا العجل في حياة موسى . وهارون عليه السلام كان عليه شعاع من الضوء في حياة موسى عليه السلام .
[1] تاريخ الأمم والملوك 144 / 3 . [2] سبق التخريج . [3] البداية والنهاية 342 / 7 . [4] سورة البقرة : الآية 92 .
159
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 159