نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 150
ثانيا - أضواء على اختيار الله لعلي : لقد كان للصحابة مناقب ، ولكن مناقب علي بن أبي طالب فاقت جميع المناقب . لأن طرفها الآخر كان الله ورسوله . وكان وراء المناقب هدف من ورائه حكمة سنتركها لفطنة القارئ . روى الطبراني عن جابر . لما سأل أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني لهم مسجدا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليقم بعضكم فيركب فحركها فلم تنبعث . فرجع فقعد . فقام علي . فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي ارخ زمامها وأبنوا على مدارها فإنها مأمورة [1] . والذي نشير إليه في هذا الحديث أن الناقة مأمورة . وأن الذي أمرها هو خالقها . وعن زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد . فقال يوما : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي . فتكلم في ذلك الناس . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم . فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي . وقال فيه قائلكم وأني والله ما سددت شيئا ولا فتحته . ولكني أمرت بشئ فاتبعته [2] . وفي رواية عن ابن عباس قال صلى الله عليه وسلم : " ما أخرجتكم من قبل نفسي . ولا أنا تركته . ولكن الله أخرجكم وتركه إنما أنا عبد مأمور . ما أمرت به فعلت . إن اتبع إلا ما يوحى إلي " [3] .
[1] رواه الطبراني في الكبير ( كنز العمال 139 / 13 ) . [2] رواه الإمام أحمد ( الفتح الرباني 118 / 23 ) ، وقال الهيثمي رجاله ثقات ( الزوائد 114 / 9 ) ورواه الضياء في المختارة بسند صحيح ( كنز العمال 598 / 11 ) ورواه الحاكم وأقره الذهبي ( المستدرك 125 / 3 ) . [3] رواه الطبراني ( كنز العمال 600 / 11 ) .
150
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 150