نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 140
والله تعالى هو المالك لكل شئ . لا مالك سواه . فكل شئ بوجوده وآثار وجوده قائما به تعال . فله سبحانه الحكم والقضاء بالحق قال تعالى : ( كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) [1] ، وقال ( والله يحكم ما يريد ) [2] ، فالولي الذي يعبد يجب أن يكون رافعا لاختلافات من يتولونه ، مصلحا لما فسد من شؤون مجتمعهم ، سائقا لهم إلى سعادة الحياة الدائمة بما يضعه عليهم من الحكم وهو الدين . والحكم في ذلك كله إلى الله عز وجل . فهو الولي الذي يجب أن يتخذ وليا لا غير . وبعد أن أقام الله الحجج في الآية أمر النبي أن يقول لهم : ( ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب ) إعلاما لهم بأنه تعالى هو الولي معترفا له بالربوبية التي هي ملك التدبير راجع إلى حكمه في كل واقعة تستقبل الإنسان في مسير حياته ففي هذا كله تكمن الإنابة وتظهر ( عليه توكلت وإليه أنيب أنيب ) أي أرجع في جميع أموري إليه . تكوينا وتشريعا . ( فاطر السماوات والأرض . جعل لكم من أنفسكم أزواجا . . . ) ، أي أنه تعالى موجب الأشياء وفاطرها من كتم العدم إلى الوجود . وقد جعلكم أزواجا فكثركم بذلك وجعل من الأنعام أزواجا فكثرها بذلك لتنتفعوا بها . وهذا خلق وتدبير . وهو سميع لما يسأله خلقه من الحوائج ، وبصير لما يعمله خلقه من الأعمال . وهو الذي يملك مفاتيح خزائن السماوات والأرض ! وهو الذي يرزق المرزوقين فيوسع في رزقهم ويضيق ممن علم منه بذلك . وهذا كله من التدبير . فهو الرب المدبر للأمور ليس مثله شئ . إن الله هو الولي . ( ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ) [3] ، إن الله هو الولي : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) [4] ، إن الله هو الولي : ( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي
[1] سورة القصص : الآية 88 . [2] سورة المائدة : الآية 1 . [3] سورة السجدة : الآية 4 . [4] سورة البقرة : الآية 257 .
140
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 140