نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 107
يكذبونه . فأمر الله تعالى رسوله . أن يسألهم . إن لم يؤمنوا به فليودوه ! ! فكيف تعطي قريش الأجر وهم مكذبين له ؟ إنهم لم يأخذوا من القرآن شيئا - فالنص ( لا أسألكم عليه ) أي القرآن فإذا كانوا لم يأخذوا فيكف يعطوا ؟ إن الأجر إنما يتم إذا قوبل به عمل يمتلكه معطي الأجر . فسؤال الأجر من قريش وهم كانوا مكذبين له كافرين بدعوته . إنما يصح على تقدير إيمانهم به . وقيل أيضا : المعنى . لا أسألكم على دعائي أجرا إلا أن تودوا أقرباءكم . فكيف يكون هذا ؟ ومودة الأقرباء على إطلاقهم ليست مما يندب إليه في الإسلام . قال تعالى : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) [1] ، وإن الذي يندب إليه الإسلام هو الحب في الله من غير أن تكون للقرابة خصوصية في ذلك . نعم هناك اهتمام شديد بأمر القرابة والرحم . لكنه بعنوان صلة الرحم وإيتاء المال على حبه ذوي القربى . لا بعنوان مودة القربى ، فلا حب إلا لله عز وجل . وروى أن المراد بالمودة في القربى . مودة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم . وهم عترته . فعن ابن عباس رضي الله عنهما . في قوله ( لا أسألكم عليه أجرا ) قال . قالوا : يا رسول الله . من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال : " علي وفاطمة وابناهما " [2] ، وروى ابن جرير عن أبي الديلم قال : لما جئ بعلي بن الحسين رضي الله عنه أسيرا فأقيم على درج دمشق . قام رجل من أهل الشام . فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة ، فقال له علي بن الحسن رضي الله عنهما : " أقرأت القرآن ؟ " ، قال : نعم ، قال : " أقرأت آل حم ؟ " قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم . قال : ما قرأت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : وإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم . وروى الإمام أحمد
[1] سورة المجادلة : الآية 22 . [2] رواه الطبراني وقال الهيثمي في موضع رواه الطبراني وثقوا جميعا وفي بعضهم ضعف ( مجمع الزوائد 103 \ 7 ) وقال في موضع آخر رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا ( الزوائد 168 \ 9 ) ، وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ( تحفة الأحوازي 127 \ 9 ) ( الفتح الرباني 275 \ 18 ) .
107
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 107