نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 101
فتواعدوا للمباهلة . فهذا الحدث . لم يكن ليتم في الخفاء ، ولأن هذا الاجتماع سيترتب عليه نتيجة حاسمة . فلا بد أن يشهده كل من سمع بموعده سواء أكان من المكذبين أو من المؤمنين أو غيرهم . وبين هؤلاء يوجد الحبشي والفارسي والرومي والنجراني إلى غير ذلك من الأجناس . باختصار كانت العالمية ممثلة بصورة أو بأخرى لمشاهدة هذا الحدث . ويروي أصحاب التفسير بالمأثور . إن رؤساء النصارى قالوا لبعضهم بعد أن اتفقوا على موعد المباهلة : إن باهلنا بقومه باهلناه . فإنه ليس نبيا . وإن باهلنا بأهل بيته خاصة لم نباهله . فإنه لا يقدم إلى أهل بيته إلا وهو صادق . فمن هم الذين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ روى الإمام مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزلت هذه الآية ( فقل تعالوا ندع أبناء وأبناءكم ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا . فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " [1] . فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أهل بيته . قال النصارى : من هؤلاء ؟ فقيل لهم : هذا ابن عمه . وهذه ابنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين . ففرقوا . فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : نعطيك الرضا . فاعفنا من المباهلة فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية وانصرفوا . قال صاحب تحفة الأحواذي : دعا عليا فنزله منزلة نفسه . وفاطمة لأنها أخص النساء . وحسنا وحسينا فمنزلتهما بمنزلة ابنيه صلى الله عليه وسلم [2] ، وسئل يحيى ابن معمر . هل كان الحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم . وإذا كانت الإجابة . نعم . فكيف والنبي لم يعقب . وإنما العقب
[1] صحيح مسلم ك ، فضائل الصحابة ب ، فضل علي ، وأصل المباهلة في صحيح البخاري 80 \ 3 . ورواه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص ، وقال حديث حسن ورواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخان ( المستدرك 150 \ 3 ) . [2] تحفة الأحواذي 350 \ 8 .
101
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 101