نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 83
2 - قال عبد الله بن عمر لأبيه ، وهو يحضه على استخلاف خليفة له : ( ماذا تقول لله عز وجل إذا لقيته ولم تستخلف على عباده ، فلو كان لك راعي إبل أو راعي غنم وترك رعيته ، رأيت أنه قد فرط ) [1] . 3 - قال المسعودي أن عبد الله بن عمر قال لأبيه : ( لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه ، ولا راعي لها للمته وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة ، فكيف يا أمير المؤمنين بأمة محمد ) [2] ! ومع أن عبد الله بن عمر شخص عادي وليس نبيا " إلا أنه أدرك أن ترك الأمة دون راع عمل يوجب اللوم ، وهو تفريط وتضييع للأمانة ! فهل يعقل ألا يتمكن رسول الله من إدراك ما أدركته امرأة كعائشة ، أو رجل عادي كعبد الله بن عمر ! 4 - عمليا " ، لم يصدف ، وعلى الإطلاق ، أن مات خليفة من دون أن يعهد بالخلافة لآخر ، فأبو بكر عهد لعمر قبل وفاته [3] . وعند ما مات عمر عهد بالخلافة لعثمان عمليا " . أخرج ابن زرعة في كتاب العدل عن عبد الله بن عمر أنه لما طعن قلت : يا أمير المؤمنين لو أجهدت نفسك وأمرت عليهم رجلا " . . . فقال عمر : ( والذي نفسي بيده لأردنها للذي دفعها إلي أول مرة ) يعني عثمان ، فعثمان هو الذي دفعها لعمر عندما كتب عهد أبي بكر ، وكان يعرف بالرديف فبعد وفاة أبي عبيدة وقع اختيار أبي بكر وعمر على عثمان ليكون الخليفة الثالث . وعلي بن أبي طالب عهد بالخلافة من بعده لابنه الحسن ، ومعاوية عهد بالخلافة ليزيد ومروان عهد بالخلافة لا بنه عبد الملك ، ولم يمت ملك من ملوك بني أمية ، أو بني العباس ، أو بني عثمان ، إلا وكان قد استخلف من بعده خليفة له ، لإدراك كل حاكم أن موته
[1] راجع حلية الأولياء لأبي نعيم 1 / 44 ، وذكرها البيهقي في سننه 8 / 149 ، وابن الجوزي في سيرة عمر . [2] راجع مروج الذهب للمسعودي 2 / 153 . [3] راجع على سبيل المثال تاريخ الطبري 4 / 52 ، وتاريخ ابن خلدون 2 / 85 ، وسيرة عمر لابن الجوزي وتيسير الوصول لابن الديبع 2 / 48
83
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 83