نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 81
يعلى الفراء : ( إن الخلافة تثبت بالقهر والقوة ولا تفتقر إلى العقد ، فمن غلب بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماما " برا " كان أو فاجرا " فهو أمير " المؤمنين ) والسند الشرعي لهذا هو قول عبد الله بن عمر يوم الحرة : نحن مع من غلب . وأنت تلاحظ أن هذه القواعد في تعيين الإمام وانتقال الخلافة من شخص إلى آخر لم ترد في القرآن ، ولم ترد في السنة ، وإنما هي إنتاج إبداع الذين اخترعوها ، ولم تستند لنص شرعي قريب المنال بل أسندت لواضعيها صراحة ، ودعمت بتأويل النصوص تأويلا " بعيدا " . وجاء الفقهاء الذين لمعوا وتألقوا لتبني الدولة التاريخية لهم ، ولتبنيهم لمواقف الدولة التاريخية فقاموا بوصف ما حدث وتكييفه ومحاولة إلباسه اللباس الشرعي بتأويل النصوص الشرعية ومقاصدها ، لقد قاموا بوظيفة الفكر السياسي . دليل أهل السنة : استكمالا " لبحث نقطة الخلاف الأولى ، بين شيعة أهل بيت النبوة وشيع أهل السنة نطرح هذا السؤال : ما دليل أهل السنة على أن رسول الله لم يستخلف أحدا " من بعده ؟ . لقد أجمع خلفاء الدولة التاريخية الإسلامية وأشياعهم ورعاياهم ، طوال التاريخ ، بأن الرسول لم يستخلف ، وهم يشكلون الأكثرية الساحقة من الأمة ، وإجماعهم حجة لأنهم الأكثر عددا " . 1 - وهم أصحاب الحول والقوة والطول ، ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا أهل بيت النبوة وحفنة من الناس تشيعوا لهم ، وهذه القلة لا يعتد برأيها ، لأنها قلة . 2 - قال أبو بكر ، عندما حاول جذب العباس إلى صفة : ( . . . حتى اختار الله لرسوله ما عنده فخلى على الناس أمرهم . . ) [1] فإذا صدقت هذه الرواية فإن أبا بكر يشهد بأن الرسول لم يستخلف . 3 - جاء في تاريخ الطبري [2] أن أبا بكر قال في مرضه الذي توفي منه