responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 75


بين النص والاجتهادات الشخصية ولتضفي شيع البطون الشرعية الدينية على اجتهاداتها وقناعاتها رفعت شعار ( حسبنا كتاب الله ) أي أن كتاب الله يغني عن حديث النبي ، ويغني عن وصيته ، ويغني عن النبي نفسه عند الاقتضاء . فطالما أن كتاب الله موجود فهو يكفي ، ولا حاجة لسواه . وقد رفعت شيع البطون هذا الشعار في مواجهة النبي نفسه ، فعندما أراد الرسول في أثناء مرضه أن يكتب توجيهاته النهائية للأمة ، قال قائل البطون :
( إن النبي يهجر ، حسبنا كتاب الله ) [1] . وما أن أتم قائل شيع البطون قوله حتى قال من حضر من الشيع : ( القول ما قال فلان ، إن النبي يهجر حسبنا كتاب الله ) [2] .
وهكذا صدمت شيع البطون خاطر النبي الشريف فصرف النظر عن كتابة توجيهاته النهائية ، لأن الكتابة في ذلك الجو صارت بمثابة باب من أبواب الفتنة .
ولما تسلم أبو بكر الخلافة جمع الناس وخطبهم قائلا " : ( إنكم تحدثون أحاديثا " تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا " ، فلا تحدثوا عن الرسول الله شيئا " ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ) [3] ، وليسد أبو بكر باب الاختلاف الذي ينتج عن أحاديث رسول الله نهائيا " ، وليضمن وحدة الأمة خلف قرآنها بات يتقلب ليلة كما تروي ابنته السيدة عائشة . وعندما أصبح الصباح ، قام أبو بكر بحرق الأحاديث التي سمعها شخصيا " من رسول الله ، وقام بكتابتها بنفسه .
وهكذا ينقطع دابر الخلاف والاختلاف ويصبح كتاب الله وحده هو الحاكم والحكم !
وعند ما آلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب كان أول مشاريعه أن طلب من الناس وناشدهم ليأتوه بأحاديث الرسول التي كتبوها ، وظن الناس أن عمر يريد أن



[1] راجع : تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 62 ، وسر العالمين وكشف ما في الدارين لأبي حامد الغزالي ص 21 .
[2] راجع صحيح البخاري 1 / 37 و 2 / 132 ، و 4 / 31 و 7 / 9 ، وصحيح مسلم 2 / 16 و 5 / 75 ، وصحيح مسلم بشرح النووي 11 / 94 - 95 ، وتاريخ الطبري 2 / 192 ، والكامل لابن الأثير 2 / 320 ، ومسند الإمام أحمد 1 / 2 و 3 / 286 .
[3] راجع تذكرة الحفاظ للذهبي 1 / 2 - 3 .

75

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست