نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 29
8 - لقد صار مصطلح ( مسلم ) هوية لكل أفراد المجتمع الإسلامي والأخطر أن الجميع تقريبا " صاروا صحابة ، وأحيطوا عمليا " بالهالة نفسها من التقديس والاحترام من دون فرق يذكر بين مهاجر وطليق ومؤمن ومنافق ، وبين من قاتل مع النبي أو قاتل ضده ، فقد أسلم الجميع بالنتيجة ! ! وصحبوا النبي وعفا الله عما مضى . 9 - في هذا المناخ استذكر المجتمع مواقف شخصيات بارزة ، من حول الرسول ، فصار لكل واحد منها شيعة خاصة به ، فنشأت شيعة لأبي بكر وأخرى لعمر ، ثالثة لعثمان ، ورابعة لطلحة . . . الخ . وكل شيعة تنادي بتميز صاحبها ، وتفتحت أشداق المطامع وتهيأ المناخ لعودة الشيع الجاهلية ولكن معممة بعمامة الإسلام . 10 - والأخطر أن شيعة النبي المخلصة التي قامت الدولة على أكتافها أصبحت كالشعرة البيضاء في جلد ثور أسود . وكان واضحا " أن كفة تحالف شيع البطون هي الراجحة ، وهي المرشحة القوية لقيادة عصر ما بعد النبوة ، فأقبل المنافقون وطلاب الدين والراغبون في السلامة على هذا التحالف . وتشابكت أيدي الشيع ، فتشكل واقعيا " بدون إعلان ، أكبر تحالف للشيع في التاريخ الإسلامي كله ، وأخذت الشيع تتربص وتنتظر موت الرسول الأعظم لتقتسم الغنيمة ! * * *
29
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 29