responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 276


المؤمنين ) يزيد ! عندما هدم الكعبة وقتل ابن الرسول وأحفاده في كربلاء . . الخ وأخطأ عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة بكيت وكيت . . وجن جنونها ، فالقول بأن النبي الأعظم ، حاشا له ، قد أخطأ أخف وطأة على نفوسهم ومسامعهم من القول بأن الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث قد أخطأ ! ذلك فكروا وقدروا وخرجوا بحل مضمون يقضي بعقوبات صارمة بحق الباحثين ، فصار الطعن في أي واحد من الخلفاء أو في أي واحد من الصحابة الكرام كفرا " بواحا " ! فمن طعن بأبي بكر أو بعمر أو بعثمان أو بمعاوية أو بمروان بن الحكم الذي لعنه الرسول أو بعمرو بن العاص أو بالمغيرة بن شعبة ، أو بأي صحابي على الإطلاق ، فهو كافر من جميع الوجوه لا يواكل ولا يشارب ، ولا يعلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ! ولاح للقوم أنهم قد أضفوا الحصانة التامة على الخلفاء وعلى منهاجهم التربوي والتعليمي ! وقال بعضهم بضرورة قتل الطاعن ، وقال آخرون : يستتاب فإن لم يتب يقتل ، وقال آخرون بعدم جواز لمسه إذا مات بل يدفع بخشبة ويوارى في حفرته [1] .
وغني عن البيان أن هذه الحصانة التي أضيفت على الخلفاء وعلى أعوانهم وعلى منهاجهم التربوي والتعليمي ، وتلك العقوبات التي اخترعت لمعاقبة منتهكي تلك الحصانة لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ، إنما اخترعها علماء أو موالون الدولة البطون حسب عقلهم ومبلغهم من العلم ، وهي خارجة تماما " عن إطار التشريع الإلهي ! فعبد الله بن أبي يقول علنا " : ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) ، وهو يقصد بالأذل رسول الله ، ومع هذا لم يقتله النبي ، وقال للذي اقترح عليه قتله : ( كيف يقال بأن محمدا " يقتل أصحابه ؟ ) وعند عودة النبي من غزوة تبوك ، واكتشافه للمتآمرين على قتله ، قال بعض أصحابه : لماذا لا تقتلهم يا رسول الله ؟ فقال : إني أكره أن تقول العرب أن محمدا " بعد أن انتهت حربه مع المشركين أخذ يقتل أصحابه ! بل ماذا قال الرسول لعمر بن الخطاب يوم قال له عمر وجها " لوجه : ( أنت تهجر ولا حاجة لنا بوصيتك ) فهل عدة الرسول كافرا " ؟ هل



[1] راجع الصارم المسلول لابن تيمية ص 575 ، نقلا " عن القاضي ( أبو يعلى ) .

276

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست