نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 264
هؤلاء المراجع الأربعة وأن يعتمدوا فقههم في الأمور الدينية والدنيوية . ثم أغلق باب الاجتهاد رسميا " ، وعلى العقل المسلم أن يبقى دائما " ضمن الدوائر الفقهية والعقلية التي رسمها أصحاب المذاهب الأربعة . ومع مرور الزمن دخل المسلمون في هذه المذاهب الأربعة زرافات ووحدانا " ، ولم يبق خارجها إلا أهل بيت النبوة وشيعتهم الذين بقوا على مذهب أهل بيت النبوة الذي تعلموه من أهل البيت ، وهو الإسلام أو مذهب النبوة الذي ورثوه من رسول الله [1] . أهل بيت النبوة وأصحاب المذاهب الأربعة أصحاب المذاهب الأربعة علماء أفاضل حقيقة ، ولكنهم لا يقاسون بأهل بيت النبوة لا نسبا " ولا شرفا " ولا علما " ولا دينا " ، لأنهم باختصار شديد ليسوا أحد الثقلين ، وليسوا ذوي القربى الذين فرض الله مودتهم في الكتاب ، ولم يشهد الله لهم بالطهارة وذهاب الرجس عنهم ، ثم إنهم ليسوا ورثة العلم والبيان النبوي ، ولم ينتقل هذان إليهم بالطرق اليقينية الموثوقة التي انتقلا فيها إلى أهل بيت النبوة . إضافة إلى ذلك ، فإن أهل بيت النبوة أساتذة أصحاب المذاهب الأربعة ، فقد انقطع أبو حنيفة إلى مجلس الإمام جعفر الصادق طوال عامين ، وطالما ردد جملته المشهورة : ( لولا السنتان لهلك النعمان ) . يقول ابن طلحة الشافعي : ( واستفاد من الإمام جعفر الصادق جماعة من أعيان الأمة وأعلامها مثل مالك بن أنس وأبو حنيفة ) . وقال ابن حجر [2] : وروى عن الإمام جعفر الصادق جماعة من الأئمة الكبار ( كيحيى بن سعيد ، وابن جريج ومالك ، والسفياني وأبي حنيفة ) . وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الشافعي من تلاميذ مالك بن أنس ، وأحمد بن حنبل من تلاميذ الشافعي فمعنى ذلك أن الإمام جعفر الصادق هو أستاذ أصحاب المذاهب الأربعة الذين اقتدى بهم أهل السنة أو شيعة الخلفاء . وإذا جاز لنا أن نسأل دولة البطون : بأي مسوغ تقدمون التلاميذ على
[1] راجع كتابنا الخطط السياسية ص 170 - 171 . [2] في الصواعق المحرقة ص 30 .
264
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 264