نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 229
هذه نماذج من طبيعة الخلافات بين أهل بيت النبوة وشيعتهم ( أهل الشيعة ) ، وبين خلفاء البطون وشيعتهم ( أهل السنة ) . فالخليفة يقرر قرارا " ، أي قرار ، أو يجتهد اجتهادا " ، أي اجتهاد ، فيأتي أهل بيت النبوة ويقولون للخليفة ، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن قبيل القيام بمسؤوليتهم الدينية : ( إن الحكم الشرعي واضح وهو كذا ، واجتهادك أيها الخليفة مناقض للشرع ! فاتق الله والتزم بشرعه ) فيجيب الخليفة . إن الشرع ما أمرت وقلت وليس ما ذكرتم ، ويأمر بوضع قراره أو اجتهاده موضع التطبيق ، ويصبح هذا القرار أو الاجتهاد نافذا " بقوة الدولة ونفوذها شاء الناس أم أبوا ، وافق الشرع أم خالف فهو مدعوم بقوة الدولة . عندئذ ، وبقوة الدولة ونفوذها ، أو بحكم العادة والأرث ، تقول شيعة الخلفاء : صدق الخليفة ! وتسلط مختلف وسائل الإعلام التي تملكها الدولة لإبراز محاسن هذا القرار والتعتيم على بيان أهل بيت النبوة وتصديق شيعتهم لهم ، أو تشويهه ، وإظهاره بمظهر المحاولة المكشوفة لزعزعة استقرار الدولة وإثارة الفتنة ، وتفريق كلمة المسلمين التي اتحدت في ظلال حكم الخليفة ، وهدم الإسلام ، إلى آخره من تلك التهم الخطيرة التي تشير العامة وتجندهم تحت إمرة الخليفة وأعوانه ، وتغرس في قلوبهم الحقد والكراهية لشيعة أهل بيت النبوة ، باعتبارها الفئة الموجهة لها تلك التهم الخطيرة ! ومع سقوط دولة الخلافة ، ورثت العامة التهم ، وبقدرة قادر حولت االعامة التهم إلى أحكام وعاملت الشيعة على أساس أنها محكومة بحكم مبرم . الائتلاف بالرغم من الخلاف نتيجة طبيعية لموقف البطون من أهل بيت النبوة وشيعتهم تكون عمليا " قانون نافذ وغير معلن مفاده أن الخلفاء وشيعتهم يتبنون بالضرورة حكما " يناقض الحكم الذي تبناه أهل بيت النبوة وشيعتهم ، لأن الخلفاء وأعوانهم رأوا في ذلك ما يرغم أنوف أهل البيت وأعوانهم ويعذلهم ويجتث من نفوسهم الطمع بقيادة الأمة ! هذا الطمع الذي يعكر على الخلفاء صفو حكمهم ويهدد استمراره .
229
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 229