نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 217
صحيح أن الدولة نجحت في إثارة الشكوك حوله وتنفير العامة منه عملا " بخطها العام الرامي إلى استبعاد أهل بيت النبوة واستبعاد كل ما يصدر منهم ، والحيلولة بينهم وبين المسلمين إلا أنها لم تنجح في القضاء عليه . ومع أن دولة البطون سقطت إلا أن الآثار المدمرة لمناهجها ما زالت تعمل حتى الآن . وما زال العامة يعتقدون أن تلك المناهج التي وصلتهم بالوراثة صحيحة ! وحديثا " ، ومع تنور بعض العقول من أتباع خلفاء دولة البطون جرت محاولات جريئة للتشكيك بشرعية إجراءات دولة البطون فقد سئل شيخ الأزهر ، المرحوم محمود شلتوت ، إن كان واجبا " على المسلم أن يقلد أحد المذاهب الأربعة ، وإن كان حراما " تقليد مذهب الشيعة الإمامية ( الجعفري ) أو المذهب الزيدي ( الشيعة الزيدية ) . فأجاب شيع الأزهر : ( إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه مذهبا " معينا " بل نقول : إن لكل مسلم الحق في أن يقلد ، بادئ ذي بدء ، أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا " صحيحا " ، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة . ولمن قلد مذهبا " من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره ، ولا حرج عليه في شئ من ذلك ) . وأضاف شيخ الأزهر : ( ومذهب الجعفرية ، المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشر ، مذهب يجوز التعبد به شرعا " كسائر مذاهب أهل السنة فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك ، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة ، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب ، أو مقصورة على مذهب فالكل مجتهدون ، مقبولون عند الله ، يجوز لمن ليس أهلا " للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم ، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات ) . وجاء شيخ الأزهر محمد محمد الفحام ونوه بفتوى شيخ الأزهر السابق محمود شلتوت ، وعبر عن ذلك بقوله : ( ورحم الله الشيخ شلتوت الذي التفت إلى هذا المعنى الكريم فخلد في فتواه الصريحة الشجاعة ) . وقد أصاب الغمام بقوله : ( فخلد في فتواه الشجاعة ) لأنه لم يكن بإمكان أي مسلم أن يجرؤ على إعلان ما
217
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 217