نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 169
ويدعون لأفرادها في جميع صلواتهم وكذلك تفعل شيعتهم ، فهؤلاء عدول لأن الله عدلهم ، ولأن أعمالهم عدلتهم ، ولأن خاتمتهم كانت الحسنى . وهذه الفئة كانت موجودة في عهد الرسول ، وبقيت موجودة بعد انتقاله إلى جوار ربه ، لكنها في الحالتين كانت قليلة ، حقا " قليلة ، ولا ينكر وجودها إلا جاهل أو مكابر أو مريض ، وهذه الفئة تعد جزءا " لا يتجزأ من الشعب في دولة النبي ، بل هي العمود الفقري لهذا الشعب . 2 - الفئة المنافقة : وتتألف من قسم كبير من أهل المدينة ، وهم مردة النفاق ، ومن الكثير ممن يسكنون حول المدينة ، ومن الكثير من أهل مكة وبالتحديد من أبناء البطون القريشية التي قاومت النبي وحاربته 23 عاما " ، ولما أحيط بها تظاهرت بالإسلام ، ومن الكثير من أبناء القبائل العربية الذين مروا في ظروف مشابهة لظروف أبناء بطون قريش وقد عرفوا جميعا " بالمنافقين : أظهروا الإسلام ، وقاموا بجميع الواجبات التي كلفهم بها الإسلام ، فصلوا وصاموا وحجوا ونطقوا بالشهادتين واشتركوا في بعض غزوات النبي أو اعتذروا ، وتظاهروا بطاعة النبي ، وبقبول ولايته وبتصديقه ، وجالسوه وسمعوه وهو يتكلم ، لكن قلوبهم كافرة به وبدينه وبكل ما جاء به . وهم يعتقدون أن النبي حاشاه كذاب ، وطالب ملك ، لكنهم لا يجرؤون على إظهار كفرهم لأسباب أوضحنا بعضها . هؤلاء صحابة في مفهوم الخلفاء وأوليائهم ، فكل وأحد من المنافقين قد أسلم ونطق بالشهادتين ، وقام من حيث الظاهر بكل الواجبات ، وجالس النبي ، وطالت مجالسته ، وسمع من النبي وطال سماعه ، ورأى النبي وتعددت هذه الرؤية فهو صحابي . ووفقا " لهذه القواعد التي وضعوها صار المنافق صحابيا " ! وقادة البطون وأولياؤهم أعقل من أن ينكروا وجود فئة كبيرة من الناس في عهد النبي ، وأن هذه الفئة عرفت بالمنافقين ، وتسترت على نفاقها ، ومات النبي وهي على حالها من النفاق ، ولا يمكن لعاقل أن ينكر وجود هذه الفئة والقرآن الكريم بمئات آياته يشهد على وجوده ويؤكده ! وبموجب نظرية عدالة جميع الصحابة التي وضعت شروطا " شكلية للصحبة ، صار جميع المنافقين ، حسب هذه الشروط ، صحابة منزهين عن الكذب والتزوير ، وفوق الجرح
169
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 169