نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 168
يجوز جرحه ، لأنه من العدول ، فالله سبحانه وتعالى قد تولي تعديله ، ومن المستحيل أن يتعمد الصحابي الخطأ ، ففي كل أحواله مأجور لأنه بين مصيب للحق أو مجتهد فيه والمجتهد مأجور في الحالتين ، والعلة في ذلك كله تكمن في صحبته للرسول بالمعنى المنوه به آنفا " ! بينما يؤمن أهل بيت النبوة ، وشيعتهم تبعا " لهم ، بعدم صواب اعتقاد خلفاء البطون وأولياؤهم ، وعدم شرعية هذا الاعتقاد لأنه خاطئ من جميع الوجوه ، ويتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بفروعها الثلاثة ، ومناقض لتاريخ دعوة النبي و دولته ، ومع الروح العامة للدين ، ومع حسن الخاتمة بل ويتعارض مع أحكام العقل السليم والفطرة النقية ! برهان أهل بيت النبوة وشيعتهم الصحابة في مفهوم الخلفاء وأوليائهم ، هم جميع أفراد شعب دولة النبي بالمعنى الدستوري للشعب ، باستثناء الطائفة اليهودية المحدودة التي تمسكت بدينها ، ولم يكرهها الرسول على تركه . وبالرغم من حالة التجانس الظاهري لشعب دولة النبي إلا أنه في الحق والحقيقة يتكون من مجموعة من الفئات غير المتجانسة ، بل والمتميز بعضها عن بعض الآخر تميزا " لا يخفى على من فهم حقيقة الأمور . فئات الشعب في دولة النبي 1 - الفئة المؤمنة : وهي الفئة التي أسلمت عن قناعة لإيمانها الكامل بصدق النبي وصواب ما جاء به ، لذلك التفت حوله وأطاعته ، ووضعت نفسها تحت تصرفه ، والتزمت التزاما " دقيقا " بأحكام دينه ، وواجهت معه العرب . لم تستوحش لقلة ناصرية ، ولم ترهب كثرة أعدائه ولم تخرج عن خطه حتى فارق الدنيا وهو راض عنهما . وبعد موته لم تعصياه إنما تمسكت بالثقلين وأطاعت من أمر بطاعته ، وفارقت الدنيا وهي على هذا الخط لا تحيد . أولئك هم المؤمنون حقا " ، وأولئك هم الصحابة العدول الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وهم قمم أبناء الجنس البشري ، فأهل بيت النبوة يحبون هذه الفئة
168
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 168