نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151
ومبتدعة على حد تعبير ابن خلدون ! فما قيمة إجماع أهل بيت النبوة الذين لم يتجاوز عددهم الثلاثين مع إجماع الصحابة الذين تجاوز عددهم التسعمائة ألف ! ؟ فأي عاقل في دنيا البطون يمكن أن يكذب تسعمائة ألف ويصدق ثلاثين ! ؟ أو يترك الكثرة والجاه والنفوذ والسلطة ويقف مع القلة الفقيرة المعدمة التي لا تملك إلا حقا " موضع شك واستنكار ! ومن هنا كان اختراع نظرية عدالة الصحابة فيض عبقرية تفوق التصور والتصديق ! وهي بحق أعظم النظريات التي اخترعها قادة البطون وأولياؤهم 3 - خلط الأوراق وتضييع الحقائق وتمييعها ، وهذا الهدف من صميم مصلحة البطون ، فالمعروف تاريخيا " أن بطون قريش هي التي قاومت النبي طوال حقبة الدعوة في مكة بجميع وسائل المقاومة ، وتآمرت على قتله وطاردته يوم هاجر إلى يثرب . ثم استعدت عليه العرب وجيشت الجيوش ودخلت معه في حرب مسلحة ، ولم تتوقف عن حربه إلا بعد أحاط بها ، فاستسلمت عسكريا " . وبموجب نظرية عدالة الصحابة فإن أبناء البطون جميعهم يصبحون صحابة تماما " مثل الذين سبقوا إلى الإيمان ، فالمهاجر كالطليق ومن قاتل النبي بجميع وسائل القتال طوال 23 عاما " تماما " مثل الذي قاتل مع النبي ، لا فرق بينهما فهي سواسية كأسنان المشط . فالجميع صحابة ، وفتوى الصحابي الجليل الذي رافق النبي طوال حياته تماما " كفتوى الصحابي الطليق الذي قاتل النبي حتى أحيط به وبقي يجهل أحكام الدين . والخليفة والفقيه حر في اتباع فتوى أي صحابي ! كان للدين مرجع واحد خلال حياة النبي وهو النبي نفسه ، وبعد وفاة النبي إمام أهل بيت النبوة ، وباختراع نظرية عدالة الصحابة صار للدين عمليا " تسعمئة مرجع ، فاختلطت الأوراق وضاعت الحقائق ، وتغيرت المواقع ، فتقدم المتأخرون الذي قاوموا الإسلام وحاربوه خلال 21 عاما " من عهد النبوة ، وتأخر المتقدمون الذين قامت دولة الإسلام على أكتافهم وتحملوا أعباء المواجهة ، فصار معاوية بن أبي سفيان أميرا " وهو الطليق ابن الطليق وأحد رؤوس الأحزاب ، وابن قائد الأحزاب ! وصار عليا " بن أبي طالب مأمورا " ، وهو فارس الإسلام الأوحد في كل معاركه ، وابن عم النبي وزوج ابنته البتول ، ووالد سبطيه وولي الأمة وقائدها الشرعي ، وفوق ذلك
151
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 151