نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 147
السلطة منعوا رسميا " رواية أحاديث الرسول وكتابتها وأحرقوا المكتوب منها علنا " . وكان هدفهم واضحا " ومنصبا " على طمس جميع النصوص التي تشير إلى الإمام من بعد النبي . وكان معاوية أكثر وضوحا " عندما حصر المنع بالنصوص التي تذكر فضل ( أبي تراب وأهل بيته ) ، على حد تعبيره . الخلفاء المقدسون : نجحت البطون في تجاهل الترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة ، ونجحت بالاستيلاء على منصب الخلافة بالتغلب والقهر ، وقبض خليفة البطون وأولياؤه على السلطة بيد من حديد ، وحجموا كل من يعارضهم وعزلوه وحرموه ونكلوا بخصومهم ، فقد هددوا عليا " بن أبي طالب بالقتل ، وهو ابن عم النبي وزوج ابنته البتول ووالد سبطيه ، وشرعوا بإحراق بيت بنت الرسول فاطمة وهي سيدة نساء العالمين وفيه الحسن والحسين سبطا النبي ، وهددوا بقتل سعد بن عبادة ، ثم قتل بأمر الخليفة في ما بعد ، مع أنه سيد الخزرج وحامل لواء النبي وموضع ثقته ! وقتلوا مالك بن نويرة ، الصحابي الجليل الذي ولاه النبي أمور قومه ، للاشتباه بعدم إخلاصه لخليفة البطون ، وجردوا أهل بيت النبوة من جميع ممتلكاتهم ومن المنح التي أعطاها لهم الرسول حال حياته ، وحرموهم من تركة النبي ، ومن حقهم بالخمس ، مع أنهم أحد الثقلين ! إذا كانت هذه معاملة البطون لعلية القوم وأشرافهم وأهل الدين والسابقة ممن يشتبهون بولائهم للخليفة فكيف تكون معاملتهم للمستضعفين وعامة الناس ! ؟ بهذه الأساليب الموغلة بالقسوة ؟ وبالترغيب بالمال والجاه وبنصيب من السلطة ، استقامت الأمور لدولة البطون وانقاد لهم الناس رغبة أو رهبة . لم تنتظر البطون طويلا " إنما جيشوا الجيوش لإشغال المسلمين بالحرب ، وتوسيع رقعة الملك ، ونشر الإسلام على طريقتهم . في هذا الوقت نفسه كانت شخصية النبي الفذة ، وسمعته العطرة ، وعدله العجيب ، ومعاملته الفريدة لخصومه ومعارضيه ، وتساويه بمستوى المعيشة نمط الحياة مع المملوكين ، وسرعته المذهلة بتوحيد العرب ونقلهم من دين إلى دين ، كانت قد شقت طريقها بين شعوب الدولتين الأعظم ،
147
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 147