نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 142
محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليثبتوا جديتهم بالفعل جمعوا الحطب وهموا بإشعال النار ببيت فاطمة بنت محمد ، وكادوا يحرقونه على من فيه لولا لطف الله تعالى ، وفوجئ الناس بهذه القسوة البالغة التي لم يعهدوها في عهد الرسول ولا حتى في الجاهلية ، فأقبلوا على البيعة حفظا " لحياتهم ومصالحهم . وهكذا نجح قادة تحالف البطون نجاحا " ساحقا " بالاستيلاء على منصب الخلافة من بعد الرسول بالحشد والقوة والتغلب والقهر ، ومواجهة كل من يقف في دربهم حتى ولو كان الرسول نفسه ، واتحدت أغلبية الأمة وراءهم رغبة أو رهبة ، ولم يتخلف عن بيعتهم إلا علي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة وبنو هاشم كما يروي البخاري ، أو بعض الشخصيات البارزة كسعد بن عبادة ، وقد هم قادة التحالف بقتله عند امتناعه عن البيعة مباشرة ، ولكنه خشوا عواقب ذلك ، وفي ما بعد أصدر عمر بن الخطاب أمرا " بقتله وقتل فعلا " . وقد صورت وسائل إعلام البطون المتخلفين عن البيعة بصورة الشاقين لعصا الطاعة ، والمفارقين للجماعة ! ولولا لطف الله لقتلوا عليا " بن أبي طالب ، ولأحرق أهل بيت النبوة وهم أحياء ! ولكن عقلاء البطون رأوا أن من الأنسب عزل أهل بيت النبوة اجتماعيا " ، وتجريدهم من كافة حقوقهم السياسية ، وتركيعهم اقتصاديا " ! فهذا أجدى وأنفع من القتل في تلك المرحلة ! وفي هذا السياق تم تجريد أهل بيت النبوة من جميع ممتلكاتهم ، وتم حرمانهم من ميراث النبي ، ومن كافة المنح التي أعطاها لهم الرسول حال حياته ، وتم حرمانهم من الخمس المخصص له في آية محكمة ، ولأسباب إنسانية وعد الخليفة الأول بتقديم المأكل والمشرب لهم [1] . مؤامرة بطون قريش وانقلابها إن تجاهل بطون قريش للترتيبات الإلهية والنصوص الشرعية المتعلقة بمنصب الإمامة ، أو القيادة أو الخلافة من بعد النبي ، واستيلائها على هذا المنصب من طريق الحشد والقوة والتغلب والقهر ، هو في حقيقة انقلاب حقيقي تمخض
[1] راجع كتابنا المواجهة مع رسول الله وآله ( القصة الكاملة ) تجد التفصيل الكامل الموثق .
142
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 142