نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 243
الفصل الثاني منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي أسس المنهاج المخترع إخترعت دولة بطون قريش منهاجا " تربويا " وتعليميا " يقوم على إنكار كل فضيلة لأهل بيت النبوة ، وتسويتهم بعامة الناس ، وعزلهم عن الأمة وعزل الأمة عنهم ، وتنفير الناس منهم ، ومحاصرة من يواليهم ومطاردته ، والإلقاء في روع العامة أنهم ، ومن يواليهم ، الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة الأمة ويزعزع دينها واستقرارها ويقوم هذا المنهاج على اختراع مرجعيات بديلة لتحل محل المرجعية الإلهية المتمثلة بأهل بيت النبوة . وحشدت دولة البطون وخلفاؤها وأولياؤها آلاف الرواة ، وأغدقت عليهم العطايا والهبات ليرووا لها روايات عن رسول الله تؤيد هذا المنهاج التربوي والتعليمي الذي اخترعته . ونتيجة هذا الجهد جمعت مئات الآلاف من هذه الروايات ، فوثقتها وكتبتها في الوقت الذي كانت فيه رواية أحاديث الرسول وكتابتها محظورتين . وجعلت دولة البطون من هذا التوجه ومن تلك الروايات ، المختلفة في أكثرها ، منهاجا " تربويا " وتعليميا " فرضته على الأمة ، وألزمتها بحفظه واستيعابه والعمل به . وصار الإيمان به واتباعه مقياس الخطوة عند الخلفاء . وقد سخرت البطون ودولتها جميع موارد الدولة ونفوذها وإعلامها وطاقاتها لترسيخ هذا المنهاج وتثبيته . وخلال عشرات السنين عملت الأمة به ، وتقدم المتقدمون بموجبه ثم ماتت الأجيال ، وتوارثته الأجيال اللاحقة وألقي في روع الأجيال اللاحقة أنه ثمرة إجماع الأمة ، فعضت عليه بالنواجذ وتمسكت به ظانة أنه الحق المبين ! وعدته مقياسا " لما يعرض عليها من فكر وعلم وثقافة ، فما وافقه هو الحق ، وما خالفه هو الباطل الصراح ! ومن أبرز معالم ذلك المنهاج اعتبار خلفاء دولة البطون وأولياءهم حائزين للحق والحقيقة وممثلين شرعيين للأمة المسلمة وما عداهم أهل ضلالة وبدعة . وخلال الصراع الطويل بين الحق وبين هذا المنهاج انقسمت الأمة إلى قسمين :
243
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 243