responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 199


الفصل الأول الوضع الأمثل وبذور الاختلاف الوضع الأمثل بعد جهاد مرير نجحت دعوة الإسلام ، وتمخضت تلك الدعوة عن دولة النبي . تلك الدولة التي وحدت العرب سياسيا " لأول مرة في تاريخهم ونقلتهم من دين الشرك إلى دين الإسلام ، واقتنع العرب أو تظاهروا بالاقتناع بأن محمدا " نبي ورسول وإمام وقائد ، وأنه المرجع الوحيد ، وأنه على صلة مستمرة مع الله عن طريق الوحي .
فكان المسلمون يعرفون الحكم الشرعي من طريق النبي ، والنبي لم يتوقف عن الإعلان بأنه على استعداد للإجابة عن كل سؤال جوابا " يقينيا " قائما " على الجزم واليقين ، لأنه يتبع بالضبط ما يوحى إليه من ربه ، وأن الله قد علمه بيان القرآن ، وأن القرآن فيه تبيان لكل شئ وكان المسلمون يعملون عقولهم في ما خفي عليهم من الأحكام الشرعية ، حتى إذا ما التقوا مع الرسول عرضوا عليه نتاج عقولهم فيحكم عليه وفق موازين الوحي الإلهي ، فيعدل ويبدل ويقوم هذا النتاج حتى يتفق تماما " مع ما أوحي إليه .
كان بعض المسلمين يتشبث برأيه الشخصي في مقابلة الوحي ، ولكنه كان يضطر دائما " لترك رأيه الشخصي والنزول عند حكم النبي ، أو يضطر للتظاهر بذلك . وهكذا تبقى الأمة دائما " ضمن إطار الشرعية والمشروعية الإلهية ، وتتبنى أحكاما " إلهية واحدة تتفق مع المقصود الإلهي بلا خلاف ولا اختلاف . فالكل مقتنع أو متظاهر بالاقتناع بأن محمدا " هو الأعلم ، وهو الأفهم بالدين ، وهو الأقرب لله ، والمتصل معه بالوحي ، وهو الأصلح والأفضل ، والأقدر على النطق بالصواب ، وهو المؤهل إلهيا " للإجابة عن كل سؤال جوابا " صائبا " ، ولا أحد في المجتمع يجرؤ على القول بعكس ذلك . واعتراضات عمر بن الخطاب وأمثاله الناتجة عن الرأي ، سرعان ما تتداعى أمام القناعات العامة بشخصية الرسول وأهليته

199

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست