نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 54
المخلوقة . . ففي هذا دلالة وبيان لمن عقل عن الله عز وجل ، فرحم الله من فكر ورجع عن القول الذي يخالف الكتاب والسنة ولم يقل على الله إلا الحق ، وقد حرم الله أن يقال عليه الكذب وقد قال ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ) أعاذنا الله وإياكم من فتن المضلين وقد ذكر الله كلامه في غير موضع من القرآن فسماه كلاما ولم يسمه خلقا قوله ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ) وقال ( قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ) وقال ( كلم الله موسى تكليما ) وقال ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) وقال ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) ولم يقل حتى يمسع خلق الله . . . ثم أن الجهمي ادعى أمرا آخر فقال أنا أجد آية في كتاب الله على أن القرآن مخلوق ، فقلنا في أي آية . . ؟ فقال قول الله تبارك وتعالى : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) فزعم أن الله قال للقرآن محدث ، وكل محدث مخلوق ، فلعمري لقد شبه على الناس بهذا وهي آية من المتشابه فقلنا في ذلك قولا واستعنا بالله ونظرنا في كتاب الله ولا حوله ولا قوة إلا بالله . . ثم أن الجهمي ادعى أمرا فقال إنا وجدنا آية في كتاب الله تدل على أن القرآن مخلوق . فقلنا أي آية . . ؟ فقال : قول الله تعالى ( إنما المسيح عيس بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ) وعيسى مخلوق . . فقلنا إن منعك الفهم في القرآن . . ثم إن الجهمي ادعى أمرا فقال إن الله يقول ( خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) فزعم أن القرآن لا يخلوا أن يكون في السماء أو في الأرض أو فيما بينهما . فشبه على الناس ولبس عليهم . فقلنا له : أليس إنما أوقع الله جل ثناؤه الخلق على المخلوقين ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما فقالوا نعم ، فقلنا : هل فوق السماوات شئ مخلوق ؟ قالوا : نعم . فقلنا : فإنه يجعل ما فوق السماوات مع الأشياء المخلوقة . . أحداث عام ( 241 ه ) . .
54
نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 54