نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 53
والثانية هي رسالة وسوف نعرض لها فيما بعد . . وتعد رسالة الرد على الجهمية والزنادقة من أقوى مدافع ابن حنبل التي صوبها نحو المسلمين والاتجاهات الأخرى المخالفة له ، وعلى أساسها قامت مدارس واتجاهات عدوانية شديدة التطرف ضد العقل والآخرين حمل رايتها الحنابلة ومن سار على دربهم . يقول ابن حنبل في رسالته في معرض ردوده على القائلين بفكرة خلق القرآن وهم في تصوره الجهمية ثم أن الجهمي ادعى أمرا وهو من المحال فقال : أخبرونا عن القرآن أهو الله تعالى أو غير ذلك ؟ فادعى في القرآن أمرا يوهم الناس . فإذا سئل الجاهل عن القرآن هو الله أو غير الله ، فلا بد أن يقول بأحد القولين : فإن قال هو الله ، قال له الجهمي كفرت . وأن قال غير الله ، قال صدقت ، فلم لا يكون غير الله مخلوقا . فيقع في نفس الجاهل من ذلك ما يميل به إلى قول الجهمي . وهذه المسألة من الجهمي هي من المغاليط . والجواب للجهمي إذا سأل فقال أخبرونا عن القرآن هو الله أو غير الله ؟ قيل له : إن الله جل ثناؤه لم يقل في القرآن أن القرآن أنا ولم يقل غيري وقال هو كلامي فسميناه باسم سماه الله به فقلنا كلام الله ، فمن سمى القرآن باسم سماه الله به كان من المهتدين ومن سماه باسم من عنده كان عن الضالين . . ثم أن الجهمي ادعى أمرا آخر ، فقال : أخبرونا عن القرآن هو شئ ؟ فقلنا : نعم هو شئ . فقال إن الله خالق كل شئ ، فلم لا يكون القرآن من الأشياء المخلوقة وقد أقررتم أنه شئ فلعمري لقد ادعى أمرا أمكنه فيه الدعوى ولبس على الناس بما ادعى . فقلنا إن الله سبحانه لم يسم كلامه في القرآن شيئا . إنما سمى شيئا الذي كان بقوله . ألم تسمع إلى قوله تبارك وتعالى ( إنما قولنا لشئ ) فالشئ ليس هو أمره وأنما الشئ الذي كان يقوله ، وقال في آية أخرى ( إنما أمره أراد شيئا ) فالشئ ليس هو أمره وأنما الشئ الذي كان يأمره ، فكذلك إذا قال ( خالق كل شئ ) لا يعني نفسه ولا علمه ولا كلامه مع الأشياء
( 2 ) أنظر تاريخ الخلفاء للسيوطي . وترجمة ابن حنبل في تاريخ الإسلام للذهبي وشذرات الذهب
53
نام کتاب : مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف نویسنده : صالح الورداني جلد : 1 صفحه : 53